اختلطت السياسة الحزبية بالسياسات العائلية في الانتخابات البلدية والأختيارية التي شهدت اولى جولاتها، الأحد في محافظة جبل لبنان.
وخرج كل طرف سياسي مشارك في ه ذه العملية معلنا انتصاره، ف”التيار الوطني الحر”، تصرف وفق معادلة “حزب الله”: أصبنا بخسائر ولكننا انتصرنا بالصمود.
علما أنّ هذا التيار كان قد أعلن مع بروز النتائج الاولية للإقتراع بأن التداخل العائلي والسياسي يمنع على أي حزب “الإدعاء بالنصر”.
“القوات اللبنانية” التي كانت وحلفاؤها وأهمهم “حزب الكتائب” الأقل تسترًا بالأهالي، حققت فوزا في أكثر من بلدية أساسية وفتحت معارك اتحاد البلديات في الأقضية. بالمقارنة مع العام 2016 يمكن القول إن القوات حققت تقدما كبيرا.
في المتن الشمالي، وفي ظل وجود بلديات فاز بها مستقلون، تنازع الإنتصار، على قاعدة المعركة المقبلة الخاصة بتحاد البلديات، كل من حزب الكتائب والوزير السابق الياس المر. معركة الطرفين المقبلة سوف تكون على رئاسة اتحاد البلديات بين نيكول الجميل التي فازت بانتخابات بلدية بكفيا، وميرنا المر التي فازت بانتخابات بتغرين. وفق النائب سامي الجميل، فإن “استعادة” الإتحاد أسهل بالكتائب من احتفاظ المر به، نظرا الى حاجة الكتائب الى صوتين مستقلين في مقابل حادة المر الى 8 أصوات. المؤكد أنّ عائلة المر التي تحكمت بسياسة المتن الشمالي لعقود شهدت انحسارا في شعبيتها، في مقابل تقدم واضح لحزب الكتائب.
العائلات التقليدية است عادت وجودها، ولكنها لاحظت أنها تعاني من اختراقات حزبية كبيرة، يؤثر على صلابتها إن شاءت على هذه القاعدة خوض الإستحقاق النيابي.
“الحزب التقدمي الإشتراكي”، على الرغم من إحاطة نفسه بالعائلات، إلّا أنه تلقى “رسائل مزعجة” من المجتمع الذي صب كمية كبيرة من أصواته لمصلحة “التيار التغييري”، وربح بلديات كما هي عليه الحال في الباروك.
“الثنائي الشيعي” كان الأقل تأثرا، إذ إنه شهد حيث ترشح تراجعا في حدة المواجهات بدأت بانكفاء كثيرين من معارضيه عن المواجهة.
السلطة انتصرت بإدارة معركة نظيفة، حيث كانت “مشرفة نزيهة” على الإنتخابات، لكنّها في المقبل، خسرت القدرة على إعادة ثقة اللبنانيين بصناديق الإقتراع، بحيث كانت النقطة السوداء الحقيقية في تقهقر نسبة المقترعين. نسبة انخفت من حوالي 56 بالمائة في العام 2016 الى حوالي 44 بالمائة، الأحد.