من داخل غرفة العناية الفائقة في مستشفى تبنين، وبين صدمة الغارة وأجهزة المراقبة الطبية، جلست الأم الثكلى، تحاول استيعاب هول الكارثة التي حلّت بعائلتها بعد استهداف الطائرة الإسرائيلية لحيّهم السكني في بنت جبيل أمس الأحد.
وبعينين غارقتين في الدموع وصوت خافت يكاد يُسمع، قالت لـ”النهار”:
“الوجع لا يُحتمل… كنت أمسح دموعهم كل مساء، أراجع معهم دروس المدرسة، أُحضّر حقائبهم، واليوم لا يبقى منهم سوى صور وذكريات… كيف تُمحى عائلة كاملة بلحظة؟”
وخسرت هذه الأم في لحظة واحدة زوجها وثلاثة من أطفالها: سيلين، أسيل، وهادي، فيما لا تزال ابنتها الكبرى تُصارع الموت إلى جانبها.
صورة واحدة من موقع المجزرة كانت كفيلة بقلب حياتها إلى حطام.
وإلى جانبها، كان عمّ الأطفال يتحدث بمرارة وغصّة، مؤكداً أنّ ما حصل “مجزرة بكل ما للكلمة من معنى”.
وأضاف العّم: “أهداف العدو واضحة، أطفال بلا رؤوس. هذه ضريبة الكرامة التي ندفعها. أين الرأي العام الدولي ومنظمات حقوق الطفل؟“.
وأوضح أنّه جرى التعرّف على الأطفال من ملابسهم فقط، إذ لم تبقَ لهم ملامح أو وجوه، قائ لاً: “إسرائيل تدّعي أنها لم تقصد قتلهم، لكن بنك أهدافها يفضح نواياها”.