افتتحت دار النمر للفن والثقافة، يوم الأربعاء 13 آب، معرضها الجديد “كما في السماء كذلك على الأرض: أيقونات من القدس”، الذي يعرض مجموعة مميزة من الأيقونات واللوحات التذكارية القادمة من القدس وبلاد الشام، من بحث وتوثيق محمود زيباوي.
ويسلط المعرض الضوء على الحركة الفنية المقدسية التي ازدهرت منذ القرن السابع عشر، وتميزت بأسلوب محلي فريد يختلف عن المدارس البيزنطية واليونانية والحلبية، حيث غلبت القامات القصيرة والوجوه المدورة والطابع الطفولي المبهج، مع زخارف نباتية بسيطة ونصوص باليونانية والعربية.
ويضم المعرض أيضًا خرائط تذكارية كبيرة تمثل المواقع المقدسة في القدس وكنيسة القيامة مركزًا لها، إضافة إلى أيقونات صغيرة صُممت للمنزل أو كتذكارات للحجاج، وبعضها منحوت على أصداف وعظام أسماك. ويعرض المعرض صور القديسين المشهورين مثل جاورجيوس وديمتريوس، إلى جانب قديسين محليين نادرًا ما تظهر أعمالهم في الغرب المسيحي.
ويأتي المعرض ضمن جهود دار النمر لإحياء التراث الفني المقدسي وفتح نقاش حول الأبعاد التاريخية والدينية والاجتماعية للأيقونات.
هذا ويستقبل المعرض زواره لغاية 17 كانون الثاني /يناير 2026.
من هو محمود زيباوي
مواليد صيدا 1962. انكبّ على دراسة الفنون التراثية المسيحية، وأنجز كتابه الأول في باريس عام 1993، وعنوانه “الأيقونة، معناها وتاريخها”. صدر الكتاب في أربع طبعات، فرنسية وإيطالية وإنكليزية وهولندية، تبعتها بعد عام طبعة بالألمانية وأخرى بالإسبانية. بعدها، صدر كتابه الثاني “مشارق مسيحية، بين بيزنطية والإسلام” في أربع طبعات عالمية عام 1995. وتبعه كتاب “الفن المسيحي الأول” في ثلاث لغات سنة 1998. واصل الدراسة في جامعة السوربون، وحصل عام 2002 على دكتوراه في “تاريخ الفنون”، وكان موضوع البحث “أقدم الجداريات المسيحية في مصر”. بعد حصوله على الدكتوراه، أصدر ثلاثة كتب تباعا في فرنسا وإيطاليا بين عام 2003 وعام 2006: “صور من مصر المسيحية”، “جداريات من واحة البجوات”، “الأقباط، كنيسة شعب الفراعنة”. بعد هذه الرحلة المصرية الطويلة، عاد إلى المشرق وأنجز كتابًا حول جداريات كنائس سوريا ولبنان في القرون الوسطى نشرته دار “المركز الوطني للدراسات العلمية” في باريس سنة 2009. كتابه الأخير “مجموعة الأيقونات الحلبية في دير سيدة البلمند” صدر في 2016.
كتب أسبوعيا في “ملحق النهار”، على مدى أكثر من 13 سنة. وكتب في “المدن” لسنوات عدة، درّس بوصفه أستاذًا زائرًا منذ عام 1999. وهو اليوم أستاذ متفرغ في الجامعة اللبنانية، قسم الفنون والآثار.