ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابًا افتراضيًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مناسبة وصفها بأنها تأتي عشية الذكرى الثانية لما سماه “حملة الإبادة والتدمير والتجويع” التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وأكد أن هذه الحرب أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 220 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وفقًا لإحصاءات وزارة الصحة في غزة. وفي خطوة لافتة، جدد عباس إدانته لهجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، قائلاً: “رغم كل ما عاناه شعبنا، فإننا نرفض ما قامت به حركة حماس في السابع من أكتوبر. هذه الأعمال التي استهدفت المدنيين الإسرائيليين وأخذتهم رهائن لا تمثل الشعب الفلسطيني، ولا تمثل نضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال.” كما سلط الضوء على تصاعد الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، مشيرًا إلى المصادقة الأخيرة على مشروع مستوطنة “E1”، الذي يهدد إمكانية قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا. وأضاف: “إنهم يحرقون البيوت والحقول، ويقتلعون الأشجار، ويهاجمون القرى والمدنيين الفلسطينيين العزل، بل ويقتلونهم في وضح النهار تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.” وفي ختام خطابه، أكد عباس على صمود الشعب الفلسطيني، قائلاً: “شعبنا سيبقى متجذرًا كأشجار الزيتون، صلبًا كالصخور، وسينهض من تحت الركام ليعيد البناء من جديد. ومهما نزفت جراحنا، ومهما طال زمن المعاناة، فلن تنكسر إرادتنا في الحياة والبقاء.”
وشدد على أن الفلسطينيين يطمحون للعيش بحرية وأمن وسلام، في دولة مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، جنبًا إلى جنب مع جيرانهم. “السلام لا يمكن أن يتحقق دون عدالة، ولا عدالة دون تحرير فلسطين. لقد آن الأوان أن ينصف المجتمع الدولي شعبنا، ليحصل على حقوقه المشروعة، وينهي الاحتلال، ولا يبقى رهينة لتقلبات السياسة الإسرائيلية.”