أكد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، في سلسلة تصريحات مثيرة خلال زيارته التاريخية إلى الولايات المتحدة، أن حكومته مصممة على محاكمة سلفه بشار الأسد، الذي لجأ إلى روسيا بعد انهيار نظامه في ديسمبر من العام الماضي. وقال الشرع في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إن “قضية بشار الأسد مزعجة لروسيا”، مشيراً إلى أن دمشق لا تزال في مرحلة تأسيسية لعلاقاتها مع موسكو، لكنها حريصة على الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وتفادي أي ضغوط قد تدفع روسيا إلى خيارات بديلة في التعامل مع سوريا.
وأضاف الشرع: “كنا في حرب ضد روسيا لمدة 10 سنوات، وكانت حرباً صعبة وشاقة. أعلنوا أنهم قتلوني عدة مرات، لكننا نؤكد أن من حقنا كسوريين المطالبة بتقديم الأسد للعدالة”.
من جهة أخرى، تطرق الشرع إلى العلاقات مع إسرائيل، مؤكداً أن سوريا “منخرطة في مفاوضات مباشرة وقد قطعنا شوطاً جيداً نحو التوصل إلى اتفاق، لكن الاتفاق النهائي يستلزم انسحاب إسرائيل إلى حدودها قبل 8 ديسمبر”. وأوضح أن التقدم الإسرائيلي في سوريا لا ينبع من مخاوف أمنية، بل من طموحات توسعية، مشيراً إلى أن إسرائيل شنت أكثر من ألف غارة جوية منذ ديسمبر 2024، شملت القصر الرئاسي ووزارة الدفاع، إلا أن دمشق لم ترد على هذه الاعتداءات رغبة في إعادة بناء البلاد.
وأكد أن الحديث عن نزع السلاح من جنوب دمشق يمثل تحدياً كبيراً، موضحاً: “إذا كانت هذه المنطقة مجردة من السلاح واستُخدمت كمنصة لإطلاق النار على إسرائيل، فمن سيكون مسؤولا؟ هذه أرض سورية ويجب أن يتمتع الشعب بحرية التصرف فيها”. وأضاف أن مرتفعات الجولان محتلة منذ عام 1967 وأن إس رائيل تفرض حالياً شروطاً على جنوب سوريا بحجة حماية الجولان، محذراً من أن هذا قد يؤدي إلى محاولات توسع أخرى مستقبلاً.
وعند سؤاله عن الهجمات التي وقعت في 11 سبتمبر 2001، قال الشرع في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: “كان عمري 19 عاماً حينها، ولم يكن لدي سلطة على القرارات ولا علاقة مباشرة بالموضوع. لم تكن القاعدة حاضرة في منطقتي، لذلك طرح هذا السؤال معي هو مع الشخص الخطأ”. وأضاف: “نحن نحزن على مقتل كل المدنيين وندرك معاناتهم نتيجة الحروب، فهم دائماً من يدفع الثمن”.
وفي ما يتعلق بالاتفاقيات الإبراهيمية، أوضح الشرع أن سوريا تختلف عن الدول التي انضمت إليها، بسبب حدودها مع إسرائيل واحتلال مرتفعات الجولان، معرباً عن أمله في أن تساعد الإدارة الأميركية بقيادة ترامب في المستقبل على إجراء مفاوضات مباشرة مع تل أبيب.
