"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

"لم أتخيّل يومًا أن أروي هذه القصة".. رحلة عائلة لبنانية من ركام الإنهيار الى وعود النهوض

نيوزاليست
الاثنين، 7 يوليو 2025

"لم أتخيّل يومًا أن أروي هذه القصة".. رحلة عائلة لبنانية من ركام الإنهيار الى وعود النهوض

هذه المقالة، يروي الدكتور فادي نقولا قصة انتقاله وعائلته الى فرنسا من لبنان حيث انهار كل شيء “فجأة، ويقدم نموذجًا عن الطريقة التي يستطيع فيها اللبناني، بعدما خسر كل شيء أن يُعيد بناء حياته. قصة مؤثرة وملهمة!

بقلم الدكتور فادي نقولا

فادي نقولا

لم أتخيل يومًا أنني سأروي هذه القصة. قصة عائلة كانت تعيش وفق ما نظنّه “المعادلة الصحيحة”: وظائف مستقرة، استثمارات محسوبة، خطة تقاعد مُحكمة. كل شيء كان يبدو في مكانه. إلى أن جاء الانهيار الكبير… وغيّر كل شيء.

البداية: ما قبل العاصفة

زوجتي وأنا، كنا قد خططنا لحياتنا بعناية. لم نترك شيئًا للصدفة. عمل مستقر، مستقبل مضمون، وثلاثة أبناء — توائم في عمر المراهقة — نرافقهم نحو شبابهم بخطى ثابتة. ثم فجأة، انهار النظام المالي للبلد. لا تحذير، لا مهلة. تبخّرت المدخرات، توقفت مصادر الدخل، وتحوّلت مشاريعنا إلى أوهام في بلد فقد كل مقومات الاستقرار.

وجد أبناؤنا أنفسهم بلا بوصلة، فيما كنا نحن، كوالدين، نحاول فهم الفراغ الذي ابتلع حاضرنا ومستقبلنا في لحظة.

اتخاذ القرار الأصعب

لم نسمح لأنفسنا بالانهيار. وسط العتمة، قررنا أن نحوّل هذه الأزمة إلى نقطة انطلاق جديدة. أوقفنا كل مشاريعنا المهنية والشخصية. وضعنا هدفًا واحدًا أمامنا: إعادة البناء من أجل أولادنا.

كيف بدأنا؟

علمتنا التجربة أن الإدارة في زمن الأزمات تختلف كليًا عن أي شيء قرأناه في الكتب أو تعلمناه في العمل. وضعنا خطة، ولكن بخطوات واقعية ومتواضعة:

وضع أهداف قصيرة ومتوسطة المدى: لم نعد نفكر في البعيد. أردنا فقط تأمين الحد الأدنى من الاستقرار.

إشراك العائلة بالكامل: كلّ فرد كان له دور. من يتمتّع بالثبات العاطفي، من يمكنه تأمين دخل، حتى الأولاد، أُشركوا بطريقة مدروسة ليكونوا جزءًا من مشروع النهوض.

إعادة ترتيب الأولويات: أصبح الدعم النفسي والمعنوي للأطفال أولويتنا. حمايتهم من الإحباط والتهميش كانت ضرورة وجودية.

العائلة كجبهة مقاومة

تحوّلت عائلتنا إلى وحدة متماسكة. أصبحنا نناقش القرارات معًا، نضع أهدافًا، ونعيد النظر في كل ما كنّا نعتبره بديهيًا. أي مبادرة قد تولّد دخلًا وتعزز رابطنا العائلي كنّا نحتفي بها. اكتشفنا أن العائلة نفسها كانت أعظم مورد لنا.

إعادة بناء… مختلفة

لم نسعَ إلى استرجاع ما خسرناه. بدلاً من ذلك، قررنا بناء شيء جديد. قمنا بخطوات عملية:

دخلتُ أنا وزوجتي في شراكة قصيرة الأمد ضمن مركز صحي. هذا وفّر لنا استقرارًا مؤقتًا لكنه ضروري.

بعد انتهاء تلك المرحلة، بعنا حصّتنا وأعدنا توجيه مواردنا نحو ما رأيناه أكثر استدامة:

تأسيس عمل حر بجانب منزلنا.

توسعة وتجهيز منزلنا الجديد ليكون مركز حياتنا العائلية والمهنية.

وتوسيع نشاطي في مجال الاستشارات والدراسات بالتعاون مع شركة دولية.

خلاصة التجربة

رافقتُ مع زوجتي ثلاثة مراهقين خلال واحدة من أصعب مراحل حياتنا. لم يكن الأمر سهلًا، بل كان تحديًا وجوديًا. لكننا أدركنا مع مرور الوقت أنّ هذه المحنة منحتنا شيئًا لا يُقدَّر بثمن: القدرة على النهوض الجماعي. قراراتنا لم تكن فردية، بل كانت دائمًا ترتكز على سؤال واحد: “ماذا يحتاج أبناؤنا لنحافظ على حلمهم؟”

نعم، لم نعد إلى ما كنا عليه. لكننا أنشأنا شيئًا جديدًا… وفعلنا ذلك معًا، كعائلة، يدًا بيد.

المقال السابق
الجيش الاسرائيلي: اعتقال خلية يديرها فيلق القدس في جنوب سوريا
نيوزاليست

نيوزاليست

newsalist.net

مقالات ذات صلة

طبيب: "لمحاربة الشيخوخة وسرّ الشباب الدائم وإطالة العمر إليك بهذه الخطوات"

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية