بعد أكثر من عشرة أعوام من التواري داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، سلّم الفنان المعتزل فضل شاكر نفسه طواعية إلى استخبارات الجيش اللبناني، في خطوة تُعد تمهيدًا لإنهاء ملفه القضائي المعقّد.
وجرت عملية التسليم عند حاجز الحسبة، أحد المداخل الرئيسية للمخيم، حيث التقت قوة من استخبارات الجيش بشاكر بعد أن وجّه رسالة أعرب فيها عن رغبته بتسليم نفسه. وتمت العملية من دون تسجيل أي أحداث أمنية، ووفق الإجراءات القانونية المعتمدة.
فضل شاكر، الذي لمع اسمه فنيًا في بدايات الألفية، كان قد اختفى عن الساحة العامة منذ العام 2013، عقب انخراطه في التعبئة السياسية والإعلامية إلى جانب الشيخ أحمد الأسير، ضد حزب الله والجيش اللبناني. وظهر آنذاك في تسجيلات مصوّرة يتحدث فيها عن “الانتصار” على الجيش، عقب معركة عبرا الشهيرة التي أسفرت عن مقتل 18 جنديًا وعدد من المسلحين.
وبعد تلك الأحداث، لجأ شاكر إلى مخيم عين الحلوة، مستفيدًا من خصوصية المخيمات الفلسطينية التي تمنع القوى الأمنية اللبنانية من الدخول إليها، ليبقى متواريًا عن الأنظار حتى يوم التسليم.
في ديسمبر 2020، أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية حكمًا غيابيًا بسجن فضل شاكر 22 عامًا مع الأشغال الشاقة، بتهم تشمل تشكيل عصابة مسلحة، والقيام بأعمال إرهابية، وتمويل جماعة إرهابية، إلى جانب تجريده من حقوقه المدنية. كما كانت المحكمة قد أصدرت في 2017 حكمًا بسجنه 15 عامًا بالتهم نفسها.
ورغم الأحكام القضائية، حاول شاكر العودة تدريجياً إلى الساحة الفنية منذ العام 2018، عبر إصدارات غنائية لاقت رواجًا مثل: “ليه الجرح؟” و”بدي حبّك”، وصولاً إلى دويتو مشترك مع نجله محمد شاكر. وقد جدّد مؤخرًا تمسكه ببراءته، واعتبر في بيان سابق أن “قضيته اتُّخذت ذريعة لتصفيته سياسياً وفنياً”، داعيًا إلى التعامل معها كقضية “إنسانية لا سياسية”، ووجّه تحيّة خاصة إلى وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
