انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع توثّق لحظات اعتقال عدد من المشاركين في “أسطول الصمود” المتّجه إلى غزة، بعد أن اعترضته البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية. وبين المعتقلين، برز اسما اللبنانيَّين لينا الطبال ومحمد القادري، في وقتٍ تعذّر التواصل مع أي من أعضاء القافلة منذ ساعات.
ووفق المعلومات الميدانية، فقد أقدم المشاركون في القوارب الثلاثة عشر التي شكّلت الأسطول، على رمي هواتفهم في البحر لحظة الاقتحام، لمنع تتبّعهم أو استخدام بياناتهم الشخصية.
الطبال: لحظة التوقّع ثم الاختفاء
لينا طبال
قبل ساعات من فقدان الاتصال معها، توقّعت لينا الطبال، المحامية اللبنانية والخبيرة في القانون الدولي، أن يُعترض الأسطول، قائلة:
“نحن على بُعد 100 ميل من غزة، ومن المتوقع أن نصل في الخامسة صباحاً. نتوقع أن تعتقلنا القوات الإسرائيلية هذه الليلة، ونتوقع أسوأ السيناريوهات، بما فيها الاقتحام، إطلاق القنابل الصوتية، والمراقبة بالمسيّرات”.
وفي فيديو متداول، ظهرت الطبال وهي ترفع يديها إلى جانب عدد من زملائها، أمام عناصر من البحرية الإسرائيلية، في مشهد يُعتقد أنه يوثّق لحظة اعتقالهم. وظهر القارب في نهاية الفيديو خاليًا، ما يُعزز فرضية توقيف الطبال ونقلها إلى جهة مجهولة.
لينا الطبال هي أكاديمية لبنانية تُدرّس العلاقات الدولية وحقوق الإنسان في فرنسا، وتحمل دكتوراه في العلوم السياسية. تُعرف كـ”باحثة وأستاذة” في القانون الدولي، ولها مؤلفات أبرزها “الاتفاقيات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان”.
عُرفت الطبال أيضًا بنشاطها على منصة “إكس”، حيث واكبت تفاصيل تحضير وإبحار الأسطول، ودوّنت منشورات قانونية داعمة لمهمة كسر الحصار، رغم إعلانها انسحابًا احتجاجيًا في إحدى مراحل الرحلة بسبب عراقيل لوجستية، قبل أن تعود وتشارك في الإبحار الأخير.
محمد القادري: الصوت البرازيلي-اللبناني لفلسطين
محمد القادري
في السياق نفسه، اعتقلت البحرية الإسرائيلية محمد القادري، اللبناني البرازيلي، ورئيس “المنتدى اللاتيني الفلسطيني” في ساو باولو. وكان القادري على متن إحدى سفن الأسطول، وقد ظهر سابقًا في مقاطع مصورة يدعو إلى دعم القضية الفلسطينية وفك الحصار عن غزة، باللغتين العربية والبرتغالية.
القادري، المولود في البرازيل والمنحدر من بلدة غزة في البقاع الغربي، يُعد من أبرز وجوه الحراك المؤيد لفلسطين في أميركا اللاتينية، ومنسّق “جبهة فلسطين – ساو باولو”. وقد شارك في فعاليات سياسية ورسمية مؤيدة للقضية، منها نشاطات برلمانية لإحياء ذكرى النكبة في ساو باولو.
قيد الاحتجاز… والمصير مجهول
حتى اللحظة، لم تصدر أي بيانات رسمية عن مصير المعتقلين، فيما يتكثّف الضغط الإعلامي والحقوقي في عدة دول للمطالبة بالإفراج عنهم. وتؤكد مصادر قانونية أن اعتراض الأسطول في المياه الدولية يُعد خرقًا للقانون الدولي، خصوصًا أن السفن كانت محمّلة بمساعدات إنسانية وتضم ناشطين سلميين.