رشا الحلبي
ما الذي تغيّر في هذا العهد الجديد؟ رئي س الحكومة يتنقّل من مهرجانٍ إلى آخر، والإعلام يحتفي بعنوان:“استراحة صاج”… وكأنّ استراحة المسؤول صارت خبراً وطنياً يليق ببلدٍ تتآكله الأزمات.
والسيدة الأولى تتبارى مع عدسات المصوّرين لتُغرقنا بصورٍ سعيدة واحتفالاتٍ ملوّنة ومبادراتٍ لا نلمس منها سوى الومضات.
رؤوس الدولة في لبنان اليوم يتنافسون على لقب “الأكثر شبابية” و”الأقرب للناس” عبر السوشيال ميديا. يتعاملون مع وطنٍ مثقلٍ بالديون والجراح وكأنه خلفية أنيقة لقصص إنستغرام.
من أوهمهم أنّ أزمة لبنان تُحلّ بفريق تواصل اجتماعي نشيط وحسابات متجدّدة ومنشورات مُنمّقة؟ ما الفائدة إن كنّا قد استبدلنا عهداً عجوزاً عاجزاً عن فهم لغة المنصّات، بعهدٍ جديدٍ أتقن المونتاج والمؤثرات البصرية ونسِيَ الجوهر؟
هل هذا ما يحتاجه لبنان اليوم؟ فيديوهات احتفالية وصورٌ في المهرجانات؟
أين الأمن في الجنوب؟ أين الضاحية الغارقة في فوضى السلاح؟ أين خطّة إنقاذ الاقتصاد المنهار؟ أين مواجهة الفقر والبطالة والجوع والانهيار التعليمي والصحي؟ أين هم من القتل العشوائي والسرقات اليومية وغلاء المعيشة وفقدان الأمل؟
تفاءل كثيرون حين تنفّسوا وجهاً جديداً في الحكم، ظنّاً أنّ التغيير آتٍ. لكن التغيير تحوّل إلى استعراضٍ مقطّعٍ بفواصل موسيقية، بعيدٍ كلّ البعد عن نبض الشارع وآهات الناس.
لا نريد منكم أن تخبرونا أنّ لبنان بخير.
يكفي أنّ المغتربين يعودون إليه صيفاً ليرقصوا فوق رماد وجعه، ثمّ يرحلون تاركين أهله عالقين في العتمة.
لبنان لم يعد يحتمل زينة الصور ولا بريق المهرجانات. إنّه بحاجةٍ إلى مواجهةٍ حقيقية… إلى إصلاحٍ جادّ، لا مقاطع تيكتوك. ( صفحة رشا الحلبي في فايسبوك)
