كان لخطاب المبعوث الأمريكي توماس بارّاك وقعٌ ثقيل في قصر بعبدا، اليوم الثلاثاء، قبل أن يتطرّق حتى إلى ملف نزع سلاح حزب الله، الذي جاء إلى لبنان من أجله.
فقد وجد بعض اللبنانيين نبرة “رجل الأعمال”، كما وصف نفسه، استعلائية بعض الشيء، خصوصًا بعدما توجّه إلى الإعلاميين قبيل المؤتمر الصحفي في القصر الرئاسي قائلاً: “إذا لم تهدؤوا واستمررتم في التصرف بفوضى حيوانية، سنرحل، وعليكم التصرف بحضارة”.
وكان برّاك في طريقه إلى المنبر بعد لقائه بالرئيس جوزاف عون لبحث الشغل الشاغل في لبنان، عندما بدا عليه الانزعاج من أجواء المؤتمر الصاخبة ومحاولة الصحفيين إمطاره بالأسئلة، فما كان منه إلا أن وبّخهم، مشيرًا إلى أن ما يجري من فوضي هو إحدى مشكلات هذه المنطقة.
ومع أن أيًا من الصحفيين الموجودين في المؤتمر لم يعلّق على ما جرى مباشرة، إلا أن القضية أخذت تتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبرها كثيرون إهانة صارخة للبنانيين، وسخر آخرون بالقول إنها ليست سوى الطريقة المعتادة “التي يخاطب بها الأمريكيون أتباعهم في المنطقة”، مشيرين إلى أنه كان أولى بالصحفيين مغادرة المؤتمر فورًا وعدم القبول بمثل هذه الإهانة.
علي هاشم
وفي الفضاء الرقمي، اختلف التفاعل مع الحادثة، إذ علّق الصحفي علي هاشم، مراسل قناة الجزيرة بالإنكليزية، على كلمات برّاك بالقول: “إن مستوى الغطرسة الذي يظهره المسؤولون الأمريكيون في لبنان مهين للبلاد”.
مارك إليان
من جهة ثانية، اعتبر الصحفي مارك إليان من فرانس 24 أن “ما جرى ليس إهانة ولا يُعدّ قمعاً ولا إسكاتا، بل هو تطبيق لأبسط قواعد النقاش التي تعلّمناها في الصفوف الابتدائيّة.”
وتابع إليان في منشور على “إكس”: “الجميع يدرك الأسلوب الذي يعتمده بعض الصحفيّين اللبنانيّين في طرح الأسئلة، والذي غالباً ما يفتقر إلى المهنيّة، ويقترب أكثر من الاستفزاز والمقاطعة المستمرّة”.
حسن الدرّ
في المقابل، قال الصحفي حسن الدر إن كلام برّاك للصحفيين، من القصر الجمهوري، وابتسامة الدبلوماسية مورغان أورتاغوس تعبير طبيعي عن “الاحتقار لمن ارتضى لنفسه الخضوع والتزلّف”.
سمر أبوخليل
أما الصحفية سمر أبو خليل، فقد استنكرت سكوت الصحفيين، واعتبرت أن ما حصل يمسّ كرامة البلاد، وطالبت وزير الإعلام بالرد على هذا الكلام.
وقد اختلفت عناوين وسائل الإعلام في قراءة وتقديم أسلوب برّاك، فبعضها اعتبره إهانة، كما فعلت صحيفة الأخبار اللبنانية، بينما وصفه موقع بيروت ريفيو بـ”الشتيمة”.