رغم مرور “قطوع الروشة” بسلام نسبي، لا تزال تداعياته الثقيلة تنعكس على العلاقة بين الرؤساء الثلاثة، وتحديدًا بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، وسط عودة سياسة تعطيل البرلمان إلى الواجهة.
في هذا السياق، وبعد زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى قصر بعبدا ولقائه بعون، حلّ رئيس الحكومة ضيفًا بدوره على القصر الجمهوري، في لقاء وُصف بـ”جلسة مكاشفة وعتب”، تناول بشكل مباشر حادثة الروشة وتداعياتها.
بحسب مصادر مطلعة تحدّثت إلى “المدن”، فإن اللقاء كان صريحًا، عرض فيه كل طرف روايته لما حدث، مع تركيز رئيس الجمهورية على أن “الجيش خط أحمر” وأن “موقع رئاسة الحكومة لا يجوز التطاول عليه”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن “التشاور المسبق كان كفيلاً بتفادي الإشكال”. أما نواف سلام، فاعتبر أن ما حصل “مسّ بهيبة الدولة”، وأوجب منه اتخاذ موقف واضح.
ورغم أن اللقاء انتهى باتفاق على استمرار التنسيق بين الرئاستين، خصوصًا في الشأن الحكومي، إلا أن الأجواء لم تكن خالية من التوتر، إذ بقيت آثار الحادثة حاضرة في طيات العلاقة، ما يؤشر إلى أن التفاهم السياسي بين الطرفين لا يزال هشًّا، ويحتاج إلى مزيد من الترميم والثقة.
