نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تقريرًا مطوّلًا وصفت فيه “حزب الله” والشيعة في لبنان بأنهم “الخاسرون الأكبر” في الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ عامين، معتبرة أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله “دخل المواجهة كزعيم عربي بارز، لكنه يخرج منها وقد تحطّم عموده الفقري الاستراتيجي واستُنزفت موارده”، بحسب تعبير الصحيفة.
وركّز التقرير على البُعد النفسي والعسكري للحرب، مدعيًا أن ضربات إسرائيل في العام الماضي، خصوصًا تلك التي استهدفت أجهزة الاتصال والقيادة لدى الحزب، شكّلت “ضربة قاصمة” أدت إلى تعطيل الآلاف من مقاتليه، وإضعاف المعنويات داخل البنية القيادية للحزب.
كما زعمت الصحيفة أن عمليات الموساد واغتيالات القادة الميدانيين، إلى جانب تدمير الصواريخ البعيدة المدى، كشفت أن إسرائيل كانت “مُجهزة” أكثر من أي وقت مضى، فيما اعتُبر نزوح أكثر من ربع مليون لبناني من الجنوب نتيجة القصف، مقابل دعم حكومي إسرائيلي للنازحين داخل إسرائيل، “دليلًا إضافيًا على تفوّق تل أبيب في إدارة الجبهة المدنية”، بحسب التقرير.
وفي سياق أوسع، تناول التقرير تاريخ الحزب منذ تأسيسه في 1982 بدعم إيراني، ورأى أن المهمة الأساسية له كانت “فرض الشيعة على لبنان، وإيران على الشرق الأوسط”، وهو ما اعتبرته الصحيفة قد تهاوى خلال العامين الأخيرين، مع تراجع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، و”تفكك البنية العسكرية والسياسية للحزب”.
وأشار التقرير إلى أن حرب سوريا كانت مكلفة لحزب الله، إذ خسر أكثر من ألفي مقاتل في معارك دعم النظام السوري، معتبرًا أن الحزب “تحوّل إلى وقود لمدافع الأسد”، في تشبيهٍ وصفه التقرير بـ”الفيتنام اللبنانية”.
وفي ختام التقرير، زعمت الصحيفة أن مشروع حزب الله الاستراتيجي انهار، وأنه “بات بلا موارد ولا دعم شعبي حقيقي، فيما تخلّت عنه طهران فعليًا أو عجزت عن دعمه بسبب ظروفها الداخلية والخارجية”.