منذ وقف إطلاق النار في غزّة، غابت جماعة الحوثي عن المشهدية العسكرية في الشرق الأوسط، وتوقفت صواريخها ومسيراتها عن استهداف الداخل الإسرائيلي. لكن اللافت كانت انتشار تقارير تتحدّث عن أزمة بين الجماعة اليمنية وإيران استجدّت خلال الأونة الأخيرة، بعدما كانت العلاقة متقدّمة بين الطرفين. وسبق لإيران أن سلّحت ودرّبت الحوثيين.
في سياق الأزمة، يقول مسؤولون إيرانيون لصحيفة “تلغراف” إن إيران “فقدت السيطرة” على الحوثيين في اليمن، وتكافح للحفاظ على ما تبقى من قوات “محور المقاومة” في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ويكشف مسؤول إيراني كبير من طهران أن الحوثيون “أصبحوا متمردين منذ فترة، ولا يستمعون إلى طهران كما كانوا يفعلون في السابق”.
وفي إطار محاولة ترميم العلاقة بين الجماعة اليمنية وإيران، وصل قائد كبير في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني إلى صنعاء الأسبوع الماضي في محاولة لإعادة الحوثيين إلى سيطرة طهران، حسبما علمت صحيفة “التلغراف”.
وعاد عبد الرضا شهلائي، القيادي في فيلق القدس، إلى صنعاء لمحاولة حل الأزمة، بعدما كان قد استدعي في وقت سابق إلى إيران. ويقول المسؤول الإيراني الذي تحدث لصحيفة “التلغراف” إن إحدى خطط شهلائي “حث الحوثيين على التعاون بشكل أكبر من ذي قبل، لأنهم الجماعة الوحيدة المتبقية الفاعلة” لدى المحور الإيراني.
ويضيف المسؤول الإيراني: “الأمر لا يقتصر على الحوثيين فحسب، بل إن بعض الجماعات في العراق تتصرف كما لو لم يكن لدينا أي اتصال بهم”. ويتابع: “طُلب منهم عدة مرات عدم عقد دورات تدريبية حتى تهدأ الأمور، لكنهم لا يستمعون أيضاً”.
من جهته، يرى محمود شهره، الديبلوماسي اليمني السابق، خلال حديث لصحيفة “التلغراف” أن الحوثيين “لا يحتاجون إلى من يشجعهم، لأن الأمر يتعلق بمعتقداتهم وأدبياتهم ورواياتهم”.
ويعود الخلاف بين الحوثيين وإيران إلى نيسان (أبريل)، إذ لم تُقدم طهران مساعدتها خلال الضربات الأميركية العنيفة ضد الحوثيين، وفق التقرير البريطاني.
