أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، مساء الأربعاء 17 سبتمبر 2025، عن بدء التشغيل الكامل لمنظومة “الشعاع الحديدي” الليزرية، مع خطة لنشر بطاريات متعددة في مختلف أنحاء البلاد خلال الأشهر المقبلة، في خطوة وُصفت بأنها تحول نوعي في قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي.
المنظومة الجديدة، التي تعتمد على طاقة الليزر، أثبتت قدرتها على اعتراض الطائرات المسيّرة، الصواريخ، القذائف، وقذائف الهاون، بسرعة تفوق بكثير سرعة الصواريخ الاعتراضية التقليدية. ووفقاً لمسؤولين أمنيين، فإن “الشعاع الحديدي” قادر على التعامل مع وابل من التهديدات الجوية المتزامنة، وليس فقط اعتراض هدف أو اثنين في كل مرة، ما يمنحه ميزة استراتيجية في مواجهة الهجمات المركّزة.
من الناحية الاقتصادية، يشكل النظام قفزة هائلة في تقليص التكاليف؛ إذ أن تشغيله لا يتعدى تكلفة تشغيل الضوء، مقارنة بصواريخ “السهم” التي قد تصل تكلفتها إلى ملايين الشواقل، وصواريخ “القبة الحديدية” التي تُقدّر بعشرات الآلاف. هذا التطور يأتي في وقت تواجه فيه إسرائيل تهديدات جوية مكثفة على ست جبهات، ما يجعل خفض التكلفة عاملاً حاسماً في استدامة الدفاع.
المنظومة طُوّرت بالتعاون بين وزارة الدفاع وشركة “رافائيل” وشركات أخرى مثل “إلبيت”، وقد اجتازت مراحل الاختبار لتدخل الخدمة الفعلية. وكانت الوزارة قد أعلنت في يونيو الماضي أن النسخة المصغّرة من النظام، “Lite Beam”، بدأت العمل فعلياً، كما كشفت أن أنظمة الليزر أسقطت نحو 40 طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله في أكتوبر 2024.
المدير العام لوزارة الدفاع، أمير برام، وصف الإعلان بأنه “حجر الأساس لثورة في ساحات القتال”، مشيراً إلى أن المنظومة قد تُحدث تغييراً عالمياً في مفهوم الدفاع الجوي، عبر منصات ليزر أرخص وأكثر كفاءة. وأكد العميد يهودا الماكايس، رئيس قسم البحث والتطوير، أن الكنيست خصص ميزانية ضخمة منذ عامين لتوسيع نطاق نشر البطاريات.
مصادر دفاعية كشفت أن المنظومة قد تقلل الحاجة إلى صفارات الإنذار والملاجئ، نظراً لقدرتها على اعتراض التهديدات قبل وصولها إلى المجال المدني. وأوضحت أن شعاع الليزر يتيح للجيش الإسرائيلي فرصاً أكبر لإعادة الاستهداف في حال فشل الاعتراض الأول، ما يقلل من احتمالية إصابة الأهداف.
في السياق ذاته، تحدث أحد جنود الاحتياط، الذي شارك في تشغيل النظام ميدانياً، عن تجربته قائلاً إنها كانت “لا تُصدق”، مشيراً إلى أن الفريق اضطر لتعلم تشغيل الليزر في الوقت الحقيقي، بالتعاون مع المطورين لتحسين الأداء.
ورغم أن دولاً مثل الولايات المتحدة، إنجلترا، روسيا، الصين، ألمانيا واليابان تعمل على تطوير أنظمة دفاع ليزرية، إلا أن وزارة الدفاع الإسرائيلية أكدت أن “الشعاع الحديدي” هو النظام الوحيد الذي تجاوز مرحلة الاختبار إلى الاستخدام الفعلي في الميدان.
بهذا الإعلان، تدخل إسرائيل مرحلة جديدة في الدفاع الجوي، تعتمد على التكنولوجيا الضوئية فائقة السرعة، وتعد بتغيير قواعد الاشتباك وتقليص التكاليف، في ظل تصاعد التهديدات الإقليمية وتعدد الجبهات.
