بدأ نواب “حزب الله” بالترويج أن استطلاعات الرأي تظهر تأييدًا شعبيًا واسعًا لبقاء السلاح بحوزة الحزب.
حسن عز الدين
رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عزالدين أن “أي قرار يتّخذ ويكون مخالفاً للتفاهم الوطني والعيش المشترك وموجهاً ضد مكوّن من مكوّنات لبنان، يتضمّن عيباً دستورياً ووطنياً ويعد مرفوضاً لأنه مخالف لاتفاق الطائف، الذي وقع في مدينة الطائف السعودية بمشاركة السعودية والولايات المتحدة الأميركية وسوريا، وجاء بعد حرب داخلية دامت خمسة عشر عاماً”.
وقال في احتفال تأبيني لـ”حزب الله” في دير قانون النهر: “اتف اق الطائف بروحيّته آنذاك، وقع من أجل إنهاء الانقسام الداخلي الناتج عن الحرب الأهلية، ومن أجل الوصول إلى وفاق وتوافق وطني، وقد جرى التوافق بين جميع المشاركين على مجموعة من الإصلاحات تحت عناوين عدة، بينما أبدى البعض تحفظاً على بعض النقاط التي وردت ومنهم نحن، رغم موافقتنا حتى لا نعرقل مسار التسوية الذي حصل، وهذا ما يجب أن نفهمه ونعرفه لأن روح اتفاق الطائف تتجسد في أن يكون هناك توافق بين المكونات السياسية والطائفية في الأمور الأساسية والاستراتيجية لهذا البلد”.
وأضاف: “رغم روحية التوافق التي نص عليها اتفاق الطائف، أخذت الحكومة اللبنانية مؤخراً قراراً ضد سلاح المقاومة، والجميع يعرف اليوم أن المكون الشيعي الوطني هو المعني الأول بهذا الأمر لأنه موجود على خط التماس مع هذا العدو، بالإضافة إلى مكوّنات أخرى من مسيحيين وسنة ودروز يقيمون على طول الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة من الناقورة حتى مزارع شبعا، ورغم ذلك جاؤوا ليناقشوا الخطة الإجرائية لما أسموه حصر السلاح، مع أننا منذ البداية قلنا لهم إن القرار الذي اتخذ هو قرار غير ميثاقي ومخالف لاتفاق الطائف ولروحيته، ما يعني أنه غير ميثاقي وغير وطني لأنه حصل نتيجة للضغوطات الأميركية والصهيونية التي مورست على الحكومة، ودفعتها للاستجابة له”.
وسأل: “أين السيادة التي يتغنّى بها السياديون الذين يراهنون على أميركا والغرب وبعض العرب وعلى العدو الصهيوني لأجل سحب سلاح المقاومة والقضاء عليها؟ أميركا على لسان رئيسها دونالد ترامب يوجه تهديداً للبنان وحكومته بأن يدركا بأن الوقت ينفذ، وأنهم إذا لم يأخذوا قراراً بنزع السلاح، فهذا يعني أن الأموال الأميركية والعربية ستقطع عنهم، وبمعنى أوضح هو يقول إن إسرائيل ستصبح حرة التصرف ومطلقة اليدين بما تريد أن تقوم به. أليس هذا تهديداً مباشراً وتدخلاً سافراً ووقحاً بشؤون لبنان الداخلية؟“.
واعتبر أن “هذه الحكومة قلبت الأولويات التي فيها مصلحة للبنان، فقد اتّفقت الرئاسات الثلاث على مجموعة من الأولويات اللبنانية تتضمن وقفاً لإطلاق النار وللعمليات العدائية من قبل العدو وانسحابه من أراضينا المحتلة وإطلاق الأسرى والشروع بإعادة الإعمار، ولكن انقلبت الأولويات من بعد ذلك، ثم عادوا ليتحدثوا الآن بعد الجلسة الحكومية الأخيرة كما ورد في بيانها بأنهم يريدون الوصول إلى استراتيجية دفاعية واستراتيجية أمن وطني قبل تحقيق الأولويات الوطنية التي ذكرت، فهل يبقى مفيداً ومجدياً هذا البحث مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي جاثماً فوق أرضنا. نؤكد وجوب إخراج العدو من أرضنا ووقف اعتداءاته وتحرير أسرانا والبدء بعملية الإعمار، بعدها نجلس ونضع خطة الاستراتيجية الدفاعية واستراتيجية الأمن الوطني، وتتحقّق حصرية السلاح”.
وأردف: “الخطر الصهيوني لا يمس لبنان فحسب بل المنطقة بأكملها والتي لن تعرف الاستقرار والأمن والهدوء طالما أن هذا العدو موجود”.
وختم: “سلاح المقاومة لن ينزع لأنه صار جزءاً من إيماننا وإرادتنا وحياتنا، وهو يشكّل لنا القدرة والقوة التي نستطيع أن نواجه وندافع بها عن أنفسنا وعن وطننا وعن أرضنا وعن كرامتنا وعن أعراضنا في مواجهة هذا العدو. وبمجرد التخلي عن السلاح سيبدأ العدو باحتلال لبنان، في سياق المخطط الذي تحدث عنه نتنياهو رافعاً خارطة إسرائيل الكبرى أمام كل العالم وعلى شاشات التلفزة، ضمن سياسة التوسع في الجغرافيا والسيطرة والتسلط على المنطقة، ونحن لن نسمح لأحد بأن يسقط المقاومة لأنها تشكل العامل الأساسي لقوة لبنان”.
إبراهيم الموسوي
بدوره، أكّد عضو الكتلة النائب إبراهيم الموسوي أنّ “البعض يحتجون ويقولون إن سلاح المقاومة لم يحمِ ولم يردع، كون العدو الصهيوني يصول ويجول ويغتال، ولكنهم ينسون أن الولايات المتحدة الأميركية قد ضمنت للعدو الإسرائيلي تفوقه ليس فقط على لبنان بل على الجيوش العربية مجتمعة. فإذا كان هذا المنطق صحيحاً تعالوا لنفكّك ونحل جميع الجيوش العربية كون تلك الجيوش لا تستطيع مواجهة الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية، وهذا المنطق ليس صحيحاً، وهو كلام تضليلي، وهو يريد أن يغسل الأدمغة ويمارس كي الوعي بحق أجيالنا. فنحن عشنا في ظل معادلة ردع وحماية ودفاع وتحرير لمدة 18 عاماً يوم كان الإسرائيلي يقف على “إجر ونص” ويرسل الموفدين والسفراء لأجل خيمة كانت على الحدود، والمعادلة يومها كانت موجودة الضرب يقابله الضرب”.
وأشار، خلال لقاء سياسي نظّمته العلاقات العامة للحزب في بوداي البقاعية، إلى أنّ “اليوم أنتم تنسون أنه كان هناك خلال 18 سنة معادلة ردع وحماية، وأن هذا العدو الإسرائيلي بكل فرقه العسكرية وجحافله لم يستطع على مدى 66 يوماً أن يخترق بضع كيلومترات في جنوب لبنان، وأن الملاحم البطولية التي حصلت في كفركلا وعيتا الشعب والخيام، لم يستطع الإسرائيلي أن يخترقها أبداً. فعلى مستوى المعارك البرية المقاومة سطرت ملاحم بطولية هائلة، وسلاح الجو لدى العدو لم يستطع أن يحسم المعركة. والجيش اللبناني اليوم الذي لم تزودوه بسلاح دفاع جوي يمكّنه من إسقاط طائرات العدو التي تنتهك سماء العاصمة بيروت، وتحلق فوق قصر بعبدا. فهناك معادلات أنتم تركنون لها ولا تستطيعون أن تتجاوزوها أبداً”.
وتابع: “عندما تتخلّى الدولة عن دورها، ودورها الأساس هو في الحماية والدفاع وليس في أي شيء آخر، فعندما تريد أن تعرّف الدولة وتتحدّث عن حصرية السلاح، فهذا مقترن في اللحظة نفسها بأن تقوم الدولة بواجبها كاملاً في الدفاع والحماية، وإلا لا يعود هناك معنى لحصرية السلاح”.
وأردف: “في هذا النظام الديموقراطي الشعب هو مصدر السلطات، والشعب هو الذي يمنح الشرعية لهذه الدولة. وفي هذا الإطار، حصل مؤخراً نوع من الإحصاء والاستفتاء، والذي بيّن أن هناك قرابة 60% من الشعب اللبناني لا يريد تسليم السلاح، وهذا يعني أن أغلبية الشعب اللبناني ليست مع تسليم السلاح. لبنان في موقع قوي للدفاع عن نفسه ولتقديم حججه الدامغة، وأي حجة أعظم من أن الإسرائيلي لا يعترف ولم ينفذ أي بند من اتفاق التفاهم لتطبيق 1701، فوثيقة الإجراءات التنفيذية نفذها لبنان بالكامل أما العدو الصهيوني فلم ينفذ بنداً واحداً منها”.
وأشار الموسوي إلى “أنّنا أمام تحوّلات كبيرة جداً، هذه التحوّلات كبيرة وكبيرة جداً على مستوى المنطقة، فهم يريدون أن يغيروا خرائطها وحدود بلدانها وتركيبتها بالكامل، الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتبر أن الكيان الصهيوني يمثل 1% من مساحة المنطقة، ويريد أن يوسع له حدوده، ومندوبه إلى لبنان توم برّاك يقول إن حدود سايكس بيكو قد سقطت، وإن لإسرائيل الحق أن تدخل أينما تريد وفي الوقت الذي تريد وتحتل وتفعل كل شيء يؤمن مصالحها وأمنها، وبذلك تكون الشرائع الدولية والقوانين الدولية وكل شيء اسمه حدود قد سقط، وهم يعطونهم الضوء الأخضر المطلق والدعم المفتوح للقيام بذلك. ونتنياهو رفع الخريطة وقال إنه أتى زمن إسرائيل الكبرى. لذا إننا اليوم في مرحلة أخطر بكثير من مرحلة عام 1983”.
وعن جلسة 5 أيلول الحكومية، قال الموسوي: “إن ما يتحدّث به حزب الله والمقاومة والثنائي الوطني وما يقوله الرئيس نبيه بري وما يقوله الأمين العام الشيخ نعيم قاسم وما يقوله كل الشرفاء والأحرار والوطنيين في هذا البلد بأن هناك ورقة إجراءات تنفيذية قد نفذت بالكامل من 27 تشرين الثاني 2024 من قبل الجانب اللبناني ولم ينفذ بند واحد فيها من قبل الجانب الإسرائيلي، فاستمر العدو في الاحتلال والاغتيال والانتهاك وضرب السيادة الوطنية ولم يقل لهم أحد ما أحلى الكحل في عيونكم، وكل تلك اللجان الضامنة لم تضمن أي شيء وهم يتحللون من كل المواثيق والعهود، ولم يتركوا لنا أي خيار، فالعقلاء والحكماء وكل صاحب ضمير وكل إنسان وطني يقف ويقول إنه في ظل هذه الظروف لن أتنازل ولن أتخلى عن قوة لبنان، وسلاح المقاومة هو قوة للبنان”.
وخاطب المسؤولين: “أمامكم الأمثولة لكل الذين سلموا سلاحهم، وسلموا أوراقهم للأميركيين، فأمام أعيننا غزة واليوم الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أبو مازن ماذا يستطيع أن يفعل أمام قرار ضم الضفة الغربية. أين محادثات مدريد؟ واتفاق أوسلو؟ بماذا اعترفت إسرائيل ومن أين انسحبت إسرائيل وخصوصاً أنهم يتحدثون اليوم عن إسرائيل الكبرى. لذا فإنه أمام هذا الانتهاك والتغول والتجاهر بتغيير خرائط المنطقة، هل نأتي ونسلم سلاحنا؟ وننتزع قوّتنا. أيضاً ما يحصل في سوريا، فالنظام الجديد في سوريا قال إنّه مستعد للتفاهم على أمور كثيرة وقال إنه لا يريد الحرب لكنهم في المقابل دمّروا كل قوة لسوريا”.
وأردف: “يجب أن يعلم اللبنانيون وكثيرون من اللبنانيين يعلمون ولكن السلطة مدعوة أن تتبصّر في ما يجري حولها وأن تعيد حساباتها وأن تتراجع عن قراراتها المخطئة والخطيئة في موضوع نزع السلاح، وهذا ليس مقبولاً، ولا معقولاً وليس وطنياً ولا بأي حساب يمكن أن يقبل في ظل كل هذه المؤامرات”.
وقال: “فما تريده إسرائيل من لبنان والمنطقة هو أن تسعى إلى تفتيتها إلى دويلات مذهبية وطائفية متناحرة وضعيفة تكون الغلبة فيها دائماً والسيطرة لإسرائيل، ولتبرّر إسرائيل اليهودية العنصرية وجودها، من مصلحتها أن يكون لكل مذهب دولة ولكل طائفة دولة. لذا نحن مطالبون في لبنان وطنياً، أن نصنع معادلتنا من جديد وسوف نستطيع أن نصنع هذه المعادلة، المعادلة التي تستطيع أن تؤمن الحماية، والمعادلة التي تضمن الدفاع والمعادلة التي تصنع التحرير”.
وختم: “اليوم أعظم منكر يجري في هذه الدنيا هو ما يجري في غزة، فهؤلاء الذين يريدون أن يعلمونا الحضارة ويأخذون بنا إلى سلم الترقي المزعوم، يطردون من جامعاتهم الطلاب الذين يعبرون عن دعمهم لفلسطين، فهناك انكشاف وسقوط كامل لكل المنظومة الغربية المتوحشة”.