دافع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله عن “حزب الله” في وجه الكلام القاسي الذي وجهه الرئي س الأميركي دونالد ترامب من الرياض ضده.
وفي مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب، قال فضل الله إنَّ “الموقف الأميركي من حزب الله هو بسبب مقاومته للاحتلال الاسرائيلي وللهيمنة على المنطقة، ولكن رغم كلُّ الحروب التي تُشنُّ على بلدنا العسكريَّة والسياسية والاعلامية والاقتصادية والعقوبات والحصار وصرف مئات ملايين الدولارات لتشويه صورة حزب الله أو لإضعافه، فإنَّ شعبيته تتزايد، وصورته الناصعة تتألق، ويخرج من كلِّ حربٍ أكثر قناعة بخياراته، ولن يتراجع عن تمسكه بحقِّ شعوب أمتنا بحياة حرَّة عزيزة، وبمقاومة المحتلين وتحرير أرضه”.
وأشار فضل الله الى أن “حزب الله المقاوم هو جزء أساسي من الشعب اللبناني ولا يمكن لأي قوة في العالم مهما تغطرست وتجبرت أن تؤثر على حضوره في لبنان، وهو الحزب نفسه الذي يمثل النموذج الرائد في مجال العمل السياسي كأكبر حزب لبناني وعربي تنتخبه فئة كثيرة من الشعب اللبناني، ليكون ممثلًا لها في المجلس النيابي والحكومة، لأنَّها تأتمنه على مصالح وطنها، ليبقى سيدًا حرًّا مستقلًا غير خاضعٍ لأيِّ وصاية خارجية مهما كان شكلها واسمها، وهو الحزب الذي لا يألو جهدًا من أجل تقديم أفضل وأجمل وأرقى ما يستطيع في سبيل حفظ كرامة اللبنانيين والدفاع عن حقوقهم، وهو من القوى السياسية العاملة باخلاص من أجل إعادة بناء دولتهم على أسسٍ صحيحة، وحماية سلمهم الأهلي واستقرارهم الداخلي، وعيشهم الواحد في مواجهة دعاة الفوضى، والفتن والحروب الأهليَّة، وهو الحزب الذي يعمل وفق الدستور والقوانين، ويبذل كلِّ جهد ممكن في الحكومة والمجلس النيابي لإصلاح مؤسَّسات الدولة على المستويات كافة الاقتصادية والمالية والادارية والقضائية، والمشهود له بمساهماته الكبيرة في القوانين الاصلاحية، وبالكفاءة ونظافة الكف ومحاربة الفساد قولًا وعملًا، وقد سعى جاهدًا لمحاسبة الفاسدين وفق الأطر القانونية، في الوقت الذي كانت فيه الادارة الأميركية تحمي الفاسدين، وناهبي المال العام، وترفض تقديم أي مساعدة للدولة اللبنانية لكشف مهربي أموال الشعب إلى الخارج رغم معرفتها بكل التحويلات المالية التي جرت خلال مرحلة الانهيار المالي”.
فضل الله لفت الى أن “من تسبَّب بمآسي الشعب اللبناني هو الاحتلال الاسرائيلي خصوصًا في حربه الأخيرة، وبعد كلِّ ارتكاباته، لا يزال يمارس عدوانه واحتلاله ويخرق يوميًّا وقف اطلاق النار على مرأى ومسمع من لجنة الاشراف على ألية تطبيقه التي ترأسُها الولايات المتحدة الأميركية، إذ رغم ما قدَّمته الادارة الأميركية من تعهدات إلى الحكومة اللبنانية بشأن تطبيق هذا الاتفاق، فإنَّها لم تف بأيٍّ منها، وتسمح للعدو الاسرائيلي بمواصلة أعمال القتل ضدَّ المدنيين اللبنانيين، وهو ما يتمادى به العدو يوميًّا وليس آخره ما يحصل الآن على أرض الجنوب، والادارة الأميركية نفسها هي من تسهم بشكل كبير في منع اعادة الاعمار من خلال ضغوطها على الدول الراغبة في تقديم المساعدة إلى لبنان”.
وبخصوص اما ورد عن التتطورات في مطار رفيق الحريري الدولي، قال فضل الله “بعد أن سقطت التوظيفات السياسية حيال الحدود الشرقية، لأنَّ المروجين للأكاذيب لم يعد لديهم ما يفبركونه، مع أنَّ شيئًا فعليًّا لم يتغير، سوى ما حصل على الجانب الآخر على الحدود، وبعد انكشاف كذبة تهريب السلاح عبر مرفأ بيروت، ولأنَّ حجم التضليل الاعلامي الذي مورس في المرفأ لا يمكن له أن يصدَّق في المطار، جرى اختراع عنوان آخر، وهو تهريب الذهب بدل تلفبق تهمة تهريب السلاح، وهو ما رأيناه من خلال ربط احباط محاولة تهريب كميات من الذهب بحزب الله، والادعاء أنَّ هناك تغييرات تطال موظفين لهم علاقة بجهة معينة. إنَّنا في الوقت الذي ننفي بشكل قاطع أي علاقة لنا بهذه المحاولة ندعو الجهات الرسميَّة المعنيّة من رئيس الحكومة إلى الجهات القضائية للاعلان للرأي العام عن كلِّ التفاصيل المتعلقة بهذا الخبر، لأنَّه لم يعد موضوعا قضائيا بل تحول إلى توظيف سياسي مع أن ما تم ترويجه أي صلة حزب الله بتهريب الذهب وطرد موظفين محسوبين عليه لا يمت إلى الحقيقة بصلة، وهو يأتي في اطار توظيف بعض الاجراءات في سياق تشويه الحقائق، وتقديم أوراق اعتماد وهمية”.
وفي موضوع الاعلانات والصور على طريق المطار، صرّح فضل الله “نحن كنا دائمًا في مناسباتنا الوطنية والدينية نعتمد على حملات عبر شركات الاعلان المرخصة وعندما ينتهي وقت المناسبة ينتهي الاعلان وهذا ما كان يحصل دائما وهو محل اتفاق بيننا وبين الاخوة في حركة أمل، لكن جرى توظيف مساهمتنا في ازالة الصور والشعارات وكأن شيئا تغير في لبنان، ونحن سنواصل اعتماد السياسة ذاتها في مناسباتنا لجهة التعاقد مع شركات الاعلان ولم يتبدل عندنا شيء”.
وأكد حرص حزب الله على أمن المطار وعلى تطبيق القوانين على الجميع، وعلى توفير بيئة مستقرَّة وآمنة لهذا المرفق الحيوي، ولطالما كنَّا نحث الجهات المعنية على تحمُّل مسؤولياتها والقيام بواجباتها في تطبيق القانون ومنع المخالفات، وقد ساهمنا بشكل كبير في مساعدة الجهات الرسميَّة المعنية لإنجاح مهمتها سواء داخل المطار أو على الطريق المؤدية إليه، لأنَّ فيه مصلحة للبنان، ونحن ممن نعمل ليكون لدينا سياح ويعود المغتربون وتوفير أفضل الظروف لما فيه مصلحة البلد، وفي الوقت نفسه فإنَّ حملات التضليل التي تمارس في هذا الموضوع ومحاولات الاستغلال تُعطي نتائج عكسية، فما هي المصلحة في محاولة استفزاز الناس، هل هذا يعود بالنفع على البلد ؟ وهذا ما يجب أن يتنبه إليه المعنيون كي يحافظوا على سلامة هذه الاجراءات واستمراريتها وفعاليتها.
وأشار الى أن “السلطة الرسمية في لبنان، حين تصدر تصريحات، سواء من الرئيس الأمريكي أو الرئيس الفرنسي، تمس فئة كبيرة من الشعب اللبناني وتمس بسيادة البلد، نرى صمتًا”، وأضاف “بينما إذا كان هناك شيء تغريدة، نجد أن الدبلوماسية الحزبية تستنفر، لأن لدينا في البلد دبلوماسية حزبية، للأسف.هذا لا يعطي للناس صورة إيجابية عن الدولة”، وأردف “نحن نريد من مؤسسات الدولة أن تكون متوازنة، وأن تدافع عن سيادة البلد، وأن تدافع عن كل الشعب اللبناني، لا أن تكون لطرف دون طرف. والتصريحات الاميركية والفرنسي تسيء للدولة اللبنانية، ويُشكل إهانة لها، وليس لجهة دون جهة أخرى”.