"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

"حزب الله" بين "الحط" و"النط"!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

كل العيون شاخصة على آخر يومين من آخر أسبوع في العام الجاري، حيث من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فلوريدا برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، للبحث في ملفات غزة، سوريا، إيران ولبنان.

لن يترك شيء للصدفة!

أولويات ترامب معروفة: غزة، سوريا والضفة الغربية.

التعويض الذي يطالب به نتنياهو في مقابل الاستجابة لأولويات ترامب معروفة هي الأخرى: حزب الله وإيران!

ترامب وعد أن يمنع إسرائيل من ضمّ الضفة الغربية والتصدي لعصابات المستوطنين الذين يهاجمون فلسطينييها. ولترامب تعهدات تجاه سوريا التي رفع عنها كل العقوبات السابقة وعقد “تحالفا” عسكريّا مع رئيسها أحمد الشرع. والرئيس الأميركي قدم نفسه “صانع السلام” في وضعه خطة إنهاء الحرب في غزة. في المقابل أبقى ترامب لبنان وإيران تحت مقصلة “رؤية السلام”، بحيث لم يسحب عن الطاولة فرضية توجيه ضربات قاسية اليهما، في حال أصر “حزب الله” على التمسك المحظور بسلاحه، وامتنعت إيران عن التخلي عن برنامجيها النووي والصاروخي!

وهنا يلعب نتنياهو في الأشهر التي تفصله عن موعد مصيري في حياته السياسية: الانتخابات في موعدها في تشرين الأول / ديسمبر المقبل أو في حزيران المقبل، في حال نجحت الضغوط لتبكير إجرائها.

عين نتنياهو على ملفين يوحدان إسرائيل، بكل تلاوينها الشعبية والعسكرية والسياسية: برنامج إيران وترسانة “حزب الله”!

ثمة من يؤكد في كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية أنّ نتنياهو ذاهب للمقايضة مع صديقه الأميركي الذي يحترف هذا النهج: كل تنازل في الملفات التي يعتبرها ترامب أولويات يحتاج إلى مقابل لها في لبنان وإيران.

وبالفعل، يجهز نتنياهو هذين الملفين، بجهد لافت!

في الأيّام القليلة الماضية، عاد ملف “الخطر الإيراني” يتصدر الاهتمامات، بدءا بمحاولة ربط إيران بالهجوم على احتفال يهودي بعيد الحانوكا على شاطئ بونداي في سيدني الاوسترالية تبعا لعمليات أخرى استهدفت أو حاولت استهداف اليهود في أكثر من منطقة في العالم، مرورا طبعا بالهجومات الإلكترونية المنسوبة إلى الجمهورية الإسلامية.

إزاء ذلك، لا يوجد حل ممكن بنظر إسرائيل سوى أن تؤازر الإدارة الأميركية أو توافق على استئناف تلك الحرب التي استمرّت ١٢ يوما، قبل أن تتمكن إيران من تحصين نفسها، بصواريخ جديدة ودفاعات جوية متقدمة، وترميم اتفاقياتها مع روسيا والصين، وإعادة تفعيل “أذرعها” في العراق ولبنان بالإضافة إلى “حوثيي” اليمن.

وفي المسألة اللبنانية، يمكن اعتبار عدم قدرة الحكومة اللبنانية على تنفيذ التعهد بسحب سلاح حزب الله والتنظيمات الأخرى قبل نهاية هذا العام، والذي اتخذته في الخامس من اب/ أغسطس الماضي، بمثابة ضوء أخضر لاستكمال الحرب ضد الحزب، من أجل القضاء على ما تبقى من صواريخ ومسيّرات لا تزال تشكل خطرا على مستقبل أمن إسرائيل. نتنياهو يجادل بأنّ عملية عسكرية واسعة من شأنها تذليل العقبات التي لا تزال تعترض التوصل إلى اتفاق “صلب” مع لبنان، وهي المنفذ الوحيد، حتى تستطيع إدارة ترامب، تحقيق رؤيتها الخاصة بلبنان.

ولا يشكك أحد بأنّ ملف لبنان قد جرى الإعداد له، بشكل ممتاز في إسرائيل: الخطط العسكرية اكتملت. استعداد المخابرات والجيش أُنجزت. “بنك الأهداف” جرى تحديثه.

اذًا، العيون شاخصة إلى هذا الاجتماع بين ترامب ونتنياهو، من أجل استشراف الآتي، وسط ما يشبه الإجماع على أنّ لبنان هو النقطة الرخوة الأساسية، حيث يتفق الجميع على عجز السلطة فيه أمام ما يريده “حزب الله”!

المقال السابق
نتنياهو يكشف في جلسة محاكمته عن مناورة واسعة النطاق في شمال إسرائيل تحسبًا لهجوم صاروخي مدمر
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

"لاءات" حزب الله في مهب باريس والناقورة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية