في إطار التحضير لحملة مستقبلية ضد حزب الله،وفق تحديد صحيفة “جير،زاليم بوست”، حدد الجيش الإسرائيلي فجوتين أساسيتين في عملياته خلال مراجعاته واستخلاص الدروس من أحدث مواجهة مع التنظيم.
في أعقاب النقاشات الداخلية بين مديرية الاستخبارات وسلاح الجو والقيادة الشمالية، يكشف الجيش الإسرائيلي عن مراجعة شاملة لثغراته العملياتية التي برزت خلال المواجهات الأخيرة مع حزب الله، في خطوة تهدف إلى إعادة بناء منظومة الإنذار والدفاع لمواجهة التهديدات المتصاعدة في الجبهة الشمالية.
تحقيقات معمقة وتحول تنظيمي واسع
مصدر عسكري اسرائيلي رفيع أكد أن القضية تخضع لتحقيق شامل، مشيراً إلى أن مديرية الاستخبارات تعمل على تطوير قاعدة معرفية استخباراتية متقدمة، تتيح نماذج إنذار أكثر دقة، إلى جانب إنشاء بنك أهداف لتقليص المخاطر. هذه الجهود تأتي في إطار استخلاص الدروس من إخفاقات السابع من أكتوبر، والتي وصفت بأنها «فشل منهجي واسع النطاق» داخل المنظومة الاستخباراتية.
توسيع القدرات الدفاعية والهجومية
القيادة الشمالية اعتمدت سياسة «المسؤولية الموسعة»، حيث أنشأت قبل عام وحدة دفاع جوي منخفض الارتفاع للتعامل مع تهديد الطائرات المسيّرة، إضافة إلى تشكيل فريقين متخصصين في استخبارات القيادة الشمالية، يركزان على الوعي الميداني للعدو ودراسة أنظمة الصواريخ المختلفة. هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز القدرة على كشف التهديدات واعتراضها، بالتوازي مع تحسين استراتيجيات بناء القوة وتحديد الأهداف.
إعادة توزيع المسؤوليات بين الأذرع العسكرية
المصدر العسكري الاسرائيلي أوضح أن المسؤولية موزعة بين مديرية الاستخبارات والقيادة الشمالية وسلاح الجو، مع ضرورة الفصل بين تطوير نماذج الإنذار وقاعدة المعرفة الخاصة بالعدو، وبين قدرات الكشف والاعتراض التي تقودها القوات البرية وسلاح الجو. هذا التقسيم يعكس إدراك المؤسسة العسكرية لأهمية التنسيق بين الأذرع المختلفة لمواجهة التهديدات المركبة.
أولوية قصوى لمواجهة الطائرات المسيّرة والصواريخ المضادة للدبابات
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أكد أن التصدي لتهديد الطائرات المسيّرة وصواريخ حزب الله المضادة للدبابات يمثل أولوية قصوى في خطة عمل مديرية الاستخبارات وتخصيص الموارد.
وأشار إلى أن نموذج الإنذار في الساحة اللبنانية يخضع حالياً للتعديل وفق سيناريوهات مرجعية، بما يضمن استجابة أكثر مرونة وفعالية في حال اندلاع مواجهة جديدة.
انعكاسات استراتيجية على مستقبل الصراع
هذه التحولات لا تقتصر على تحديث المعدات، بل تشمل تغييراً ثقافياً في كيفية جمع المعلومات الاستخبا راتية واستخدامها، بما يعكس إدراك الجيش الإسرائيلي أن المعركة المقبلة مع حزب الله ستكون مختلفة، تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والقدرات الصاروخية بعيدة المدى.
وفي ظل استمرار التوتر على الحدود الشمالية، يبدو أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تستعد لسيناريو مواجهة طويلة الأمد، حيث سيكون عنصر المفاجأة والتفوق الاستخباراتي حاسماً في تحديد مآلات الصراع.
