– في مشهد غير مألوف داخل أروقة العاصمة الأميركية، اقتحم متظاهرون مؤيدون لفلسطين مساء الثلاثاء حفل عشاء رسمي حضره الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد من كبار أعضاء حكومته، في أحد المطاعم الفاخرة قرب البيت الأبيض، ما أدى إلى اضطراب الحدث الذي خُصّص لاستعراض جهود الإدارة في مكافحة الجريمة وتعزيز الأمن المحلي.
وشارك في العشاء كل من نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها الخدمة السرية قبل وصول الرئيس، شملت إغلاق المطعم مؤقتًا ومنع الدخول دون حجز مسبق.
بمجرد جلوس ترامب إلى طاولته، بدأت مجموعة من النساء المنتميات إلى حركة CODEPINK النسوية المناهضة للحرب، بالهتاف داخل المطعم: “حرروا فلسطين!” و”حرروا واشنطن!”، متهمات الرئيس بـ”ترويع المجتمعات في واشنطن” و”ترويع غزة”، في إشارة إلى دعمه المطلق للحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكتوبر 2023.
كما وصف المحتجون ترامب بأنه “هتلر عصرنا”، مرددين شعارات تطالب بوقف الدعم العسكري لإسرائيل، فيما تولّت قوات الأمن إخراجهم من المكان وسط صيحات استهجان من بعض الزبائن، ورفع أعلام فلسطينية وكوفيات داخل المطعم وخارجه.
أظهر مقطع فيديو نشرته شبكة CNN لحظة الاحتجاج، حيث بدا نائب الرئيس فانس يحاول تهدئة الأجواء بمصافحة الزبائن قائلاً: “استمتعوا بعشائكم”، بينما وقف وزير الدفاع هيغسث متوترًا يراقب الموقف. ونشرت حركة CODEPINK لاحقًا على إنستغرام: “نظر ترامب في أعيننا، وتأكدنا أنه لن يتناول طعامه بسلام بينما المجتمعات تحت الحصار”.
يأتي هذا الاحتجاج في ظل تصاعد الغضب الشعبي داخل الولايات المتحدة تجاه دعم إدارة ترامب للحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أسفرت حتى الآن عن عشرات آلاف الضحايا، وفقًا لتقارير أممية. ويُنظر إلى هذا الحدث كجزء من موجة احتجاجات طلابية وشعبية اجتاحت الجامعات الأميركية ومراكز المدن، مطالبة بوقف التمويل العسكري لإسرائيل ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.