"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

حتى في منتصف العمر.. الرياضة تعزّز الذاكرة وتقي من الخرف

نيوزاليست
الخميس، 4 ديسمبر 2025

حتى في منتصف العمر.. الرياضة تعزّز الذاكرة وتقي من الخرف

يثني العلماء على فوائد ممارسة الرياضة في سن مبكرة لأنها تساعد على خفض خطر تدهور الدماغ لاحقًا، إلا أنّ بحثًا جديدًا يُشير إلى أنّ الإقدام على ذلك بعد بلوغ الخامسة والأربعين من العمر ليس متأخرًا.

وأظهر البحث، الذي نُشر بدورية JAMA Network Open، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، أنّ بلوغ أعلى مستويات النشاط البدني في منتصف العمر وفي أواخر العمر ارتبط تباعًا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 41% و45%. وعرّف الباحثون منتصف العمر بأنه يمتد بين الـ45 والـ64 عامًا، في حين مرحلة أواخر العمر تبدأ من 65 إلى 88 عامًا.

وقالَت سانجولا سينغ، وهي مُدرّسة في طب الأعصاب بكلية الطب في جامعة هارفارد، والمحقّقة الرئيسية بمختبرات رعاية الدماغ في مستشفى ماساتشوستس العام، ببوسطن، غير المشاركة في الدراسة: “يغيّر هذا البحث الحديث من فكرة أنّ الرياضة جيدة للدماغ إلى فكرة أنّ هناك أوقاتًا أساسيّة يساعد فيها النشاط البدني على تعزيز صحة الدماغ”.

وبوجود نحو 57 مليون شخص مصاب بالخرف حول العالم، بالإضافة إلى توقّعات بأن يزيد العدد نحو ثلاثة أضعاف بحلول العام 2050، قال فيليب هوانغ، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ مساعد في قسم علم الأوبئة بكلية الصحة العامة في جامعة بوسطن، لـCNN، إنّ الباحثين “أرادوا دراسة ما إذا كان تأثير النشاط البدني على خطر الخرف يختلف أو يبقى ثابتًا خلال المراحل العمرية للبالغين”.

وأشار هوانغ إلى أنّ الجانب السلبي في هذا البحث يتمثّل بعدم قدرته على تقديم توصية واضحة حول كمية التمارين المطلوبة بسبب طبيعة القياس الذي اعتمده الباحثون، الذي “كان مركّبًا ويستند إلى عدد الساعات التي يقضيها الشخص في النوم، والسلوك الخامل، والأنشطة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة خلال اليوم”.

وأضاف: “مع ذلك يبقى العثور على طرق تساعد على زيادة الحركة والنشاط أمرًا مهمًا”.

أكّدَت أبحاث أخرى نتائج هوانغ، وقدّمت إرشادات أكثر تحديدًا. فقد كشف بحث نُشر في العام 2022، أنّ الأشخاص الذين مشوا 3800 خطوة يوميًا تقريبًا، خفّضوا خطر الإصابة بالخرف بنسبة 25%، وبشكل عام كلما ازداد عدد الخطوات ازدادت الفوائد. كما ارتبط استخدام الدراجة عوض السيارة أو الحافلة أو القطار في التنقّل، بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 19%، وبانخفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 22%.

وقال هوانغ لـCNN، إنّ “ما هو معروف سابقًا عن فوائد النشاط البدني على حالات أخرى، مثل القلب والمزاج والتوتر وغيرها، وهي جميعها مرتبطة بالدماغ والإدراك، يقدّم أسبابًا إضافية تساعد على زيادة الحركة والنشاط”.

ويحتاج البالغون، وفق منظمة الصحة العالمية، إلى ما بين 150 و300 دقيقة من التمارين الهوائية متوسطة الشدة أسبوعيًا، أو ما بين 75 و150 دقيقة من التمارين الهوائية عالية الشدة أسبوعيًا.

وقالت سينغ إنّ هذه التمارين قد تشمل مثلًا 150 دقيقة من المشي السريع، أو 75 دقيقة من الركض أو ركوب الدراجة بسرعة، إضافة إلى تمارين تقوية العضلات مرّتين أسبوعيًا. وتُعدّ سينغ جزءًا من الفريق الذي طوّر “درجة رعاية الدماغ”، وهو تقييم من 21 نقطة يُقاس من خلال أداء الشخص في العوامل الجسدية، وأنماط الحياة، والعوامل الاجتماعية والعاطفية التي يمكنه تغييرها لحماية صحة دماغه.

وقال رافاييل وولد، اختصاصي بعلم النفس العصبي في معهد ماركوس لعلوم الأعصاب التابع لـBaptist Health South Florida، إنه إذا كنت جديدًا على ممارسة الرياضة فيمكنك أن تبدأ بتمارين أبطأ أو أقصر ثم ترفع الشدة تدريجيًا، مشيرًا إلى أنّ “البداية بقوة مفرطة قد تؤدي إلى إصابات في العظام والمفاصل، ما قد يحدّ لاحقًا من قدرتك على ممارسة الرياضة أصلًا”.

وأشار وولد إلى أهمية بناء عادات ثابتة تساعد على الحفاظ على النشاط يوميًا، مثل المشي لمدة 20 دقيقة قبل العمل أو أخذ استراحة قصيرة للحركة خلال الغداء.

تتبّع النشاط وخطر الخرف

استندت نتائج البحث الجديد إلى بيانات 1526 مشاركًا في مرحلة البلوغ المبكر، أي بين 26 و44 عامًا، ونحو 2000 شخص في منتصف العمر، ونحو 900 مشارك في مرحلة أواخر العمر. وكان معظم المشاركين من ذوي البشرة البيضاء وينتمون إلى دراسة فرامنغهام للقلب طويلة الأمد.

ووجد الباحثون أنّ مستويات النشاط البدني في مرحلة البلوغ المبكر لم ترتبط بخطر الإصابة بالخرف بأي اتجاه. كما اكتشفوا أنّ البالغين الأكبر سنًا الذين لديهم أقوى عامل وراثي للإصابة بمرض ألزهايمر، وهو جين APOE ε4، ما برح ارتفاع النشاط البدني لديهم مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 66%.

وأشار الخبراء إلى أنّ الدراسة لها محددات مهمة. فبالنسبة لسينغ: “قد يكون الأشخاص الأكثر نشاطًا أيضًا منخرطين في سلوكيات صحية أخرى، أو يتمتعون بصحة أولية أفضل، أو يختلفون بطرق لم يتمكّن الباحثون من قياسها بالكامل”.

وأقرّ الفريق البحثي بعدم توافر بيانات حول مستويات النشاط البدني للمشاركين في منتصف العمر وأواخر العمر خلال مرحلة البلوغ المبكر، أو كيف تغيّرت عاداتهم مع الوقت، وهو ما قد يؤثر أيضًا على خطر الإصابة بالخرف. وأضافت سينغ أنّ المشاركين قد يخطئون في تقدير مستويات نشاطهم، لذا فإن الدراسات التي تستخدم أجهزة تتبع النشاط ستكون طريقة أكثر موضوعية لقياس ممارسة الرياضة.

وأرجع الخبراء سبب أهمية منتصف العمر وأواخر العمر للصحة الدماغية إلى عوامل عديدية.

وقال وولد: “تلعب الرياضة دورًا رئيسيًا في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية. وأكثر عوامل الخطر الوعائية شيوعًا تتمثل بارتفاع ضغط الدم، والسكري من النوع الثاني، وأمراض الغدة الدرقية وارتفاع الكوليسترول. وهذه تميل إلى الظهور في منتصف العمر وأواخر البلوغ. لذلك من المنطقي أن يكون لممارسة الرياضة خلال هذه الفترات التأثير الأكبر في خفض خطر الإصابة بالخرف”.

وقال هوانغ إنّ النشاط البدني يُعتقد أنّه يخفّض خطر الإصابة بالخرف أيضًا عبر:

تحسين بنية الدماغ ووظيفته،

والتخفيف من الالتهابات،

وإبطاء تراكم بروتينات بيتا-أميلويد في الدماغ التي تُعدّ علامة مميزة لمرض ألزهايمر.

ونصح وولد في حال كان الفرد يُعيد النظر في عاداته الرياضية وعوامل الخطر الأخرى للإصابة بالخرف، بأن يتذكّر أنّ الحفاظ على التوازن والتحدث مع الطبيب حول جميع العوامل المتعلّقة، أمران أساسيان.

المقال السابق
واشنطن تعرض مكافأة تصل لـ10 ملايين دولار لمعلومات عن إيرانِيَيْن.. هذا ما فعلاه
نيوزاليست

نيوزاليست

newsalist.net

مقالات ذات صلة

دراسة تقلب الموازين.. "زيت شائع" يسبب زيادة الوزن

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية