دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي السلطات اللبنانية إلى الحوار، في أول تعليق رسمي على امتناع بيروت عن الموافقة على تعيين السفير الإيراني الجديد.
ووفقاً لما نقلته وسائل إعلام إيرانية، أكد بقائي في إفادة صحافية أن “العلاقة الدبلوماسية بين بلاده ولبنان علاقة قديمة وقوية، ولا تزال قائمة”، مشيراً إلى أن إيران لديها سفير في لبنان، كما أن السفير اللبناني الجديد استقر حديثاً في طهران.
وبخصوص السفير الإيراني الجديد، أوضح بقائي أنه “تم تقديم الطلبات واستكمال الإجراءات المتعلقة بتعيينه منذ فترة”، معرباً عن أمله في “أن تسير هذه العملية بشكل طبيعي، وأن يتمكن السفير الجديد من استلام مهامه في بيروت قريباً”.
وشدد بقائي على تفضيل بلاده “تجنب أي تصريحات قد تشغل لبنان عن التركيز على حماية سيادته الوطنية وسلامة أراضيه”، رافضاً “أي كلام قد يشتت انتباه المجتمع والحكومة اللبنانية عن القضايا الأساسية للبلد”.
ذكرت صحيفة الأخبار التابعة لجزب الله،في وقت سابق، أن وزير الخارجية يوسف راجي يعرقل عمداً اعتماد سفير إيران المعين حديثاً في بيروت، في ما وصفته الصحيفة بأنه انتهاك للبروتوكول الدبلوماسي المعمول به.
بعد تعيين أحمد سويدان سفيراً للبنان لدى طهران في أكتوبر الماضي، قدمت إيران اسم مبعوثها المقترح إلى لبنان، كما هو معتاد في التبادلات الدبلوماسية. إلا أن التقرير أفاد بأن العملية توقفت في وزارة الخارجية اللبنانية.
أفادت مصادر بأن رجي احتجز أوراق اعتماد السفير في مكتبه، رافضاً إرسالها إلى مجلس الوزراء أو القصر الرئاسي. وقد حال هذا الحجز دون استكمال الإجراءات القانونية المطلوبة
لتولي المبعوث الإيراني منصبه في بيروت.
في هذا الوقت، أشار تحليلٌ نُشر في صحيفة كيهان إلى أن إيران لا تزال الركيزة الأساسية والمحرك الرئيسي لـ”محور المقاومة” في غزة ولبنان واليمن والعراق وسوريا. ورغم التقلبات، وفقدان بعض القادة، وتغير المعادلات السياسية في المنطقة، فقد تمكنت المقاومة من الحفاظ على تماسكها واستمراريتها. وأكد التحليل أن هذا التماسك متجذر في الدعم الشعبي، والخطاب الإسلامي، والأطر الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وقد أظهرت تجربة العامين الماضيين أن قوة المقاومة وصمودها لا يكمنان في العمليات العسكرية فحسب، بل أيضاً في إدارة الأزمات، وإعادة البناء الهيكلي، والشرعية السياسية، والدعم الشعبي. وبفضل القيادة الرشيدة والتنسيق الاستراتيجي، رسّخت إيران مكانتها كمركز محوري للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. في الواقع، تعكس نجاحات المقاومة في مختلف المجالات النفوذ الاستراتيجي لإيران ودورها المحوري في توطيد وتوجيه الحركة - وهي تيار قوي يتجاوز الحدود، ويرمز إلى التحدي ضد الهيمنة، ويشكل نموذجاً لمستقبل المنطقة.