هل انفرط عقد التفاهم بين "قسد" الكردية وحكومة الشرع السورية؟

في وقت لم تتمكن فيه المساعي الأميركية والفرنسية من ردم الهوة بين “قوات سوريا الديموقراطية”( قسد) وبين حكومة أحمد الشرع، سقط الهدوء الذي كان يسيطر على الجبهة فجأة. واتهمت الحكومة السورية “قسد” بفتح النار وقصف الآمنين في منطقة “حدودية”. ووفق إدارة الإعلام والإتصال في وزارة الدفاع السورية، أطلقت “قسد” صليات صاروخية استهدفت منازل الأهالي بقرية الكيارية ومحيطها في ريف منبح. وقالت هذه الإدارة إن القصف تمّ ” بشكل غير مسؤول ولأسباب مجهولة، ما أدى لإصابة 4 من عناصر الجيش و3 مدنيين بجروح متفاوتة. وقالت:” تعمل قوى الجيش على التعامل مع مصادر النيران التي استهدفت القرى المدنية القريبة من خطوط الإنتشار”. ولاحقا، أقرت وزارة الدفاع السورية أنها قصفت محيط مدينة مسكنة في ريف حلب. في المقابل، رفض المركز الاعلامي ل”قسد” رواية النظام، وأكد أن القصف جاء دفاعا عن النفس، بعدما عمدت “فصائل غير منضبطة” عاملة في صفوف قوات الحكومة السورية على الإعتداء المتكرر على مناطق التماس،في منطقة دير حافر”. وكانت “قسد” قد توصلت الى اتفاق مع الرئيس السوري أحمد الشرع، ولكنها سرعان ما أعربت عن استيائها من الحكومة السورية عند الإعلان عن المبادئ الدستورية، والتي كانت قد أثارت في الوقت نفسه استياء قوى درزية أساسية. وضغط الموفد الأميركي الى سوريا توم براك على قسد، وتدخلت فرنسا في الوساطة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين،لكنّ أي تقدم ملموس لم يحصل.ويأتي هذا التصعيد،في وقت تتزايد الضغوط على الحكومة السورية لإعطاء مساحة أمان واسعة للأقليات في سوريا.