"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

هكذا يقرأ "مركز القدس" الغضب الإيراني الراهن على "الجمهورية الإسلامية"

نيوزاليست
الأربعاء، 31 ديسمبر 2025

هكذا يقرأ "مركز القدس" الغضب الإيراني الراهن على "الجمهورية الإسلامية"

في أواخر عام 2025، تصوَّر إيران كدولة لم تعد فيها الحدود أو الدبابات أو الأجواء ساحة المعركة الرئيسية، بل الفضاء الرقمي. فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الأداة الرئيسية في الحرب ضد الجمهورية الإسلامية، وهو نظام اعتمد لعقود على مزيج من الخوف والجهل ونشر المعلومات المضللة. والآن، يُقال إن هذا النظام نفسه يواجه التهديد الذي كان يخشاه أكثر من غيره: التدفق الحر للمعلومات الذي لم يعد بالإمكان السيطرة عليه بشكل كامل.

بحسب أطروحة مؤلفي المقال، إيلا روزنبرغ وسوغاند فخري من مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية، كما لخصته “معاريف” فإن الاحتجاجات الحالية ليست موجة اضطرابات أخرى، بل هي رد فعل مباشر على أخطر أزمة اقتصادية منذ ثورة 1979. وبحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول 2025، انهار الريال الإيراني فعلياً، حيث بلغ التضخم الرسمي نحو 50%، لكن خبراء اقتصاديين مستقلين يحذرون من موجة تضخم مفرط أشد وطأة.

انخفض الحد الأدنى للأجور الشهرية إلى 100 دولار فقط، مما وضع العمال الإيرانيين في أدنى سلم الأجور في المنطقة. ووفقًا للنص، تحتاج الأسرة من الطبقة المتوسطة إلى دخل يزيد أربعة أضعاف عن الحد الأدنى للأجور للحفاظ على مستوى معيشي أساسي، وهو واقع أدى إلى أن يعيش حوالي 60% من السكان تحت خط الفقر.

يُعزى ما يُعرف في النص بـ”انتفاضة الجوع”، والتي بلغت ذروتها، إلى تفضيل النظام الواضح للاستثمار العسكري على حساب رفاهية المدنيين. فعلى الرغم من عجز الميزانية الذي يبلغ نحو 40%، يتضمن مقترح ميزانية 2026 زيادةً قدرها 145% في الإنفاق الدفاعي. وتُضخّ مبالغ طائلة في الحرس الثوري وفروعه الإقليمية، بينما تعاني المدن الكبرى من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، وجفاف حاد، وتقنين للمياه.

يُقدَّم الصراع العسكري مع إسرائيل في يونيو/حزيران 2025، المعروف باسم “حرب الأيام الاثني عشر”، كنقطة تحوّل. ووفقًا للنص، فإنّ الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية النووية، واستنزاف الاحتياطيات النقدية، والهجوم على مركز البث التابع للسلطة الحكومية، لم تكن ترمز فقط إلى فشل عسكري، بل إلى انهيار صورة النظام التي لا تُقهر.

في هذا الفراغ، تبرز الحركة الداعمة لرضا بهلوي، والتي تُقدَّم كأهم قوة معارضة منذ عقود. ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي، تُبث رسالة “إيران علمانية وديمقراطية”، متجاوزةً آليات الرقابة. وعلى عكس موجات الاحتجاج السابقة، تعتمد هذه الحركة على “ذاكرة جماعية” لإيران مزدهرة، وهي رؤية تلقى صدى واسعاً لدى جيل شاب لم يعرف سوى الحرمان.

بحسب أطروحة روزنبرغ وفرحي، فإنه على عكس الماضي حين نجح النظام في قمع الاحتجاجات بالقوة والتنفيذ المركزي، فإن الوضع هذه المرة هو فشل بنيوي تراكمي. فالجمهور والاقتصاد والمؤسسة الأمنية جميعهم يتضررون من الأزمة نفسها، وتتآكل القدرة على استخدام القوة دون المساس بالاستقرار الداخلي بشكل متزايد. يضاف إلى ذلك مؤشرات على وجود شرخ داخل النخبة الأمنية، حيث يُظهر جنود الجيش النظامي، الذين يعانون من المصاعب الاقتصادية نفسها التي يعاني منها المدنيون، علامات “المقاومة السلبية”.

مصطلح “يوم القيامة”، الذي كان يُتداول همساً في محادثات مشفرة، يُوصف الآن بأنه سيناريو يُعلن عنه جهراً: إضراب عام في أسواق طهران مصحوباً بحالات فرار من الوحدات العسكرية. في الوقت نفسه، لم تعد “الوحدات السرية” التي ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي مجرد تمثيلات افتراضية، بل مجموعات من الناس تستعد لفترة انتقالية.

المقال السابق
"نوستراداموس" يضرب مجددا: العام ٢٠٢٦ مخيف!
نيوزاليست

نيوزاليست

newsalist.net

مقالات ذات صلة

بودكاست/ هل يستطيع لبنان إغلاق باب الحرب بعد فتحه في فلوريدا؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية