عن كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول أن “الدولة ناعمة” في التعامل مع هذا الملف، أوضح رئيس الجمهورية العماد حوزف عون أنه “بكل صراحة، إما أن نعود إلى الحرب، وإما أن نعتمد الدبلوماسية. إن اللبناني تعب من الحرب والشعب لم يعد يريد سماع لغة الحرب، وهذا يعني اعتماد الخيار الدبلوماسي، وهو يأخذ وقتاً إنما هو الوحيد، ويجب علينا مقاربة هذا الموضوع بهذه الطريقة إلى حين الوصول إلى خاتمة إيجابية. إن لبنان لا يحتمل الحرب، واللبنانيون جميعاً مجمعون على عدم الذهاب إلى لغة الحرب”.
أما عن قدرة الجيش اللبناني على القيام بالمهام المطلوبة منه في ظل الإمكانات المتواضعة والعتاد القديم نسبياً الذي يملكه، فيما المطلوب منه تحقيق المعجزات، اعتبر عون في مقابلة له على “سكاي نيوز” بالتزامن مع زيارته لدولة الامارات العربية أن “مواجهة إسرائيل يوجب توازناً استراتيجياً لأن التوازن العسكري غير قابل للتحقيق، ولكن الأهم:
أولاً: إن وجود الجيش على الحدود يمنع وقوع حوادث.
ثانياً: تدعم الدولة هذا الوجود.
ثالثاً: وحدة الموقف حيث يكون الشعب كله خلف الجيش.
من هنا، مشروعية انتشار الجيش على الحدود هي سبب قوته، وهناك مؤسسات دولية داعمة له، وإن بناء قدرة الجيش مهمة طبعاً، ولكن وحدة الموقف السياسي واللبناني خلف الجيش هو الأهم، فلنحاول”.
و عما إذا كان الشيخ نعيم قاسم يحاول إرسال رسالة مزدوجة إلى رئاسة الجمهورية والحكومة حول “النعومة الدبلوماسية”، فيما يشيد بدور رئيس الجمهورية، وما إذا كان هذا النوع من الخطاب ينفع في هذا الوقت، ردّ الرئيس عون بالقول “إن الدولة جسم واحد: رئيس الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، وكلنا متفقون ونعمل على خط واحد، والحل هو الخيار الدبلوماسي، ولا نرغب في سماع كلمة الحرب”.
وردًا على سؤال حول مفهومه للاتفاق الذي تم التوصل إليه وما إذا كان يعني سحب السلاح من كل الأراضي اللبنانية، قال رئيس الجمهورية: “إن الأمر يتعلق بسحب السلاح من كافة الأراضي اللبنانية، ولكن الأفضلية هي للجنوب، ولا بد هنا من الحديث قليلاً عن دور الجيش لفهم المسؤولية الملقاة على عاتقه والعبء الذي يحمله. وقال: الجيش منتشر على كافة الأراضي اللبنانية أي في الداخل وعلى الحدود الشرقية والشمالية، والشمالية- الشرقية، والجنوبية، ويقوم بمهمات ضبط الحدود ومكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات وحفظ الأمن في الداخل، وبالإمكانات المتوافرة لديه في العتاد والعديد، وفي ظل المشكلة الاقتصادية وتأثيرها على رواتب ومعنويات العسكريين، فالجيش يقوم بجهد جبار بالفعل. ولكن، وضعنا الأفضلية وبدأنا بمنطقة جنوب الليطاني لنزع فتيل مشكلة على الحدود، وفي مرحلة لاحقة يجب أن نعمل شمال الليطاني، ولكن علينا ألا ننسى، أن لدينا 6 مخيمات (3 في البقاع و1 جنوب بيروت و2 في الشمال) كانت تابعة للجبهة الشعبية، تم تفكيكها والسيطرة عليها من قبل الجيش، وهي شمال الليطاني. وحين يجد الجيش مخازن أسلحة أو مخابئ أسلحة خلال الدوريات التي يقوم بها، فهو يعمل على مصادرتها.
ولكن، كما قلت، التركيز والأفضلية هي لجنوب الليطاني لأنه واسع وبحاجة إلى إمكانات أساسية وخاصة في مجال الهندسة والتعامل مع المتفجرات لإنهاء هذا الملف، وفي الوقت ذاته نعمل بالدبلوماسية مع الأميركيين والفرنسيين للوصول إلى انسحاب للجيش الإسرائيلي من النقاط المحتلة”.
وجزم الرئيس عون في ما خص الكلام عن أحقية أي جهة أن تخزن أسلحتها داخل أماكن يسكنها مدنيون في ضاحية بيروت أو الجنوب أو أي منطقة أخرى، بأنه “لا يحق لأحد القيام بذلك، وحتى الجيش اللبناني، فإنه يجري دراسة في محيط أي مخزن ذخيرة يرغب في إنشائه”.
وحول ما إذا كان سحب السلاح يقتصر فقط على السلاح الثقيل والمسيّرات أم يشمل أيضاً الأسلحة الخفيفة، أوضح الرئيس عون أن “المشكلة في لبنان تكمن في أن كل لبناني يقتني سلاحاً خفيفاً داخل منزله وهذا نوع من التقليد، وهذا هو الواقع، إنما الأهم هو تسليم السلاح الذي يتضمن السلاح الثقيل، وهنا يجب أيضاً التشديد على السلاح الموجود لدى الفلسطينيين، ويجب ألا ننسى ذلك وأن يتم التركيز فقط على سلاح حزب الله والسلاح في يد اللبنانيين”