في خضمّ الجهود السياسية الرامية إلى إعادة ترميم العلاقات اللبنانية – العربية، برزت زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت، والتي حملت إشارات لافتة حول مستقبل التعاون بين البلدين، ولا سيما في ملف مكافحة المخدرات.
وبحسب معلومات حصلت عليها “المركزية”، فإن الأمير بن فرحان، الذي شارك على رأس وفد اقتصادي في مؤتمر “بيروت 1”، عقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، شملت الرؤساء الثلاثة. إلا أن الزيارة الأبرز كانت إلى مكتب مكافحة المخدرات حيث اجتمع برئيسه العقيد أيمن مشموشي للاطلاع مباشرة على تطوّر الجهود اللبنانية في مواجهة تصنيع وتهريب المخدرات.
وأشارت المصادر إلى أن بن فرحان ثمّن التقدّم الذي تحققه الأجهزة اللبنانية في ضرب الشبكات الكبرى، ولا سيما بعد توقيف “إمبراطور الكبتاغون” نوح زعيتر والقضاء على شبكات أخرى كانت تستهدف الأسواق الخليجية. وأوضح الموفد السعودي أن هذه الخطوات تعزّز منسوب الثقة لدى الرياض وتشكل عنصرًا أساسيًا في قرارها بإعادة فتح الأسواق السعودية أمام المنتجات اللبنانية.
وأكد بن فرحان خلال اللقاء أنّ المملكة تتجه نحو إعادة الانفتاح الاقتصادي على لبنان في مرحلة قريبة، مشددًا على أن القضاء على معامل الكبتاغون والتشدد في تجفيف منابع التهريب يشكلان عامل اطمئنان أساسي لاتخاذ هذه الخطوة.
وتشير المصادر إلى أن رسائل الموفد السعودي جاءت واضحة: مكافحة المخدرات ليست مطلبًا أمنيًا فحسب، بل شرطًا سياسيًا واقتصاديًا لإعادة بناء الثقة بين الرياض وبيروت، وفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.