تابعونافلاش نيوز

في شقة بمدينة قُم: تصفية قيادي مركزي في “فيلق القدس” موّل وسلّح الضيف وسنوار

السبت، 21 يونيو 2025

في شقة بمدينة قُم: تصفية قيادي مركزي في “فيلق القدس” موّل وسلّح الضيف وسنوار

يديعوت احرونوت

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي صباح اليوم (السبت) عن تصفية سعيد ايزادي ، قائد “وحدة فلسطين” في “فيلق القدس” التابعة للحرس الثوري الإيراني، وذلك في مدينة قُم القريبة من منشأة “فوردو” النووية.

ايزادي ، الذي كان يتمتع بعلاقة مباشرة مع المرشد الأعلى علي خامنئي، كان مسؤولاً عن تحويل الأموال إلى حماس، وعن تعزيز علاقتها مع حزب الله، كما أنه عمل على تهميش خالد مشعل، وهاجم المعارضة داخل حماس لعدم إيمانها بـ”المعركة الكبرى”.

وقال الوزير كاتس إن ايزادي“موّل وسلّح حماس تمهيدًا لمجزرة 7 أكتوبر”، واصفًا التصفية بأنها “إنجاز استخباراتي وجوي ضخم، وعدالة للضحايا والمخطوفين – يد إسرائيل الطويلة ستصل إلى جميع أعدائها”.

وفي إيران، لم تؤكد السلطات حتى الآن عملية التصفية، لكن تم التبليغ ليلًا عن قصف شقة سكنية في برج بمدينة قُم، أودى بحياة شخصين أحدهما فتى يبلغ 16 عامًا.

شخصية محورية في محور المقاومة

وفقًا لـ”مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب” الإسرائيلي، قاد ايزادي جهود إيران لتهريب السلاح، وتوفير التمويل والتدريبات للفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. كان أيضًا مسؤولًا عن توثيق التنسيق بين التنظيمات الفلسطينية وحزب الله، وعن إعادة العلاقة بين حماس والنظام السوري.

كما أظهرت وثائق وُجدت خلال العملية البرية في قطاع غزة، أن لايزادي دورًا حاسمًا في بناء “محور المقاومة”، تماشيًا مع رؤية قاسم سليماني، القائد السابق لقوة القدس. وكان ايزادي على تواصل مباشر مع كبار قادة حماس: إسماعيل هنية، يحيى السنوار، ومحمد ضيف.

تشير الوثائق إلى أن ايزادي أصبح مع مرور الوقت شخصية مركزية في دوائر اتخاذ القرار داخل حماس، مؤثرًا على استراتيجياتها الداخلية والخارجية، وساهم في التحضير لهجوم 7 أكتوبر 2023، والذي وصف بأنه “المعركة الكبرى”.

كما تُظهر الوثائق خلافات داخل حماس بشأن مستوى التعاون مع إيران. ايزادي واجه هذه التحديات بأسلوب “فرّق تسد”، وفرض نفوذه عبر التحكم بالتمويل والقرارات الاستراتيجية.

لقاءات مع قادة حماس وتحضيرات 7 أكتوبر

في تموز 2023، أرسل قادة حماس مبعوثًا إلى لبنان لطلب دعم من ايزادي لتنفيذ ضربات حساسة في بداية الهجوم. إيزادي أعرب عن دعم إيران وحزب الله للفكرة، لكن أكد أن هناك حاجة لمزيد من الوقت. لاحقًا، التقى إسماعيل هنية بايزادي، وكرر الطلب، لكن الرد بقي نفسه.

ورغم أن ايزادي طمأن قيادة حماس بأنهم لن يُتركوا بمفردهم، فإن حماس أدركت أنها قد تضطر لبدء الهجوم من دون ضوء أخضر نهائي من حلفائها. وثيقة من آب 2023 أكدت أن “الاستيطان المتوسع بالضفة، ومحاولات السيطرة على الأقصى، لا تتيح لنا الانتظار أكثر”.

صراعات داخل حماس ودور ايزادي في تهميش مشعل

في رسائل أخرى، أعرب ايزادي عن غضبه لأن قادة حماس كشفوا معلومات حساسة لزاهر جبارين، واتهمهم بـ”قلة الانضباط”. شدد على ضرورة إبقاء التواصل محصورًا بينه وبين محمد ضيف فقط.

لكن دور ايزادي في حماس يعود إلى فترة أقدم. في أيار 2021، بعد جولة “سيف القدس”، بارك ايزادي لـ هنية على “النصر”، وخصّص 10 ملايين دولار للجناح العسكري لحماس، مقترحًا عقد لقاء في طهران أو لبنان.

في إحدى الرسائل، طلب قادة حماس من ايزادي مساعدتهم في تأمين تمويل بقيمة 500 مليون دولار لعامين – وهو ما تحقق لاحقًا، بحسب الجيش الإسرائيلي، مع وعد باستخدام المال بالكامل في الإعداد للحرب.

أقدم وثيقة تم العثور عليها مؤرخة في 24 كانون الاول 2016، حين كانت العلاقة بين حماس وإيران متوترة بسبب الحرب في سوريا وتدخل السعودية في اليمن. أوفد إيذادي لتهدئة الغضب الفلسطيني وشرح أن التأخير في الدعم المالي يعود لأزمة موازنة داخل إيران.

محاربة المعارضة داخل الحركة

كان ايزادي يرى أن بعض قيادات حماس، ممن دعوا للتفاوض مع الولايات المتحدة، “أعداء داخليون”، ويجب تهميشهم. اقترح استراتيجية إعلامية وتربوية شاملة لتغيير عقلية كوادر الحركة، وأوصى بدفع السنوار للعمل على هذا المجال.

بحسب مركز الأبحاث، عمل ايزادي بجهد لتفكيك المعارضة الداخلية داخل حماس، خاصة من عارضوا التبعية لإيران، وعلى رأسهم خالد مشعل. في رسالة بتاريخ 12 يوليو 2021، أبلغ إيزادي السنوار أنه ناقش قضية مشعل مع هنية، وأكد أنه “مشكلة كبيرة” للمحور ولحماس.

أوضح ايزادي أنه حاول مرارًا التقرّب من مشعل، لكن من دون فائدة. وعبّر عن ارتياحه لأن مشعل لم يُدعَ إلى اجتماع قيادة حماس في لبنان. شدد على أن إيران لا تقبل بوجود مشعل على رأس القوة في لبنان، وطالب بأن يقود العمل هناك كوادر من داخل غزة، بقيادة ضيف وسنوار.