رأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي لمناسبة عيد القديس شربل في دير مار مارون - عنايا بحضور رئيس الجمهورية جوزاف عون وعقيلته وحشد من الشخصيات، وقال في عظته: “نصلّي مع رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى بشفاعة القديس شربل كي يُسدّد خطاكم ويزيدكم حكمة في قيادة لبنان الذي يمرُّ بظروفٍ صعبة وحضوركم اليوم فعل إيمانٍ بأن لبنان لا يزال قائمًا على ركيزتين هما الله وقدّيسيه”.
أضاف: “تخلّى القديس شربل عن إرادته ليتبنّى إرادة الله وكرّس حبّه لله وتخلّى عن كل خيرات الدنيا ليغتني بالله. القديس شربل أصبح قديسًا لكل الطوائف والأديان ونحن اليوم في حضرة قديس من زمن الله قديس لبناني الجسد وعالمي الر وح وساكن في قلوب الشعوب وعيده إعلان متجدّد أن القداسة ممكنة ومن أرض المصلوبة تنبت القداسة”.
وقال الراعي متوجّهًا لرئيس الجمهورية: “زيارتكم اليوم بارقة رجاء لأن لبنان بحاجة إلى قادة على مثال القديس شربل ومار الياس يتكلمون قليلاً ويعملون بصمت في زمنٍ يعيش فيه لبنان ارتجاجاتٍ سياسية، يقول القديس شربل لكل مسؤول: “ارجعوا إلى القرار الواضح والصريح وإلى العمل للخير العام، في ظلّ ما نشهده من حولنا”.
وختم: في خضمّ الأخطار التي تهدّد لبنان في كيانه ووجوده من جرّاء ما يحدث فيه ومن حوله، نشهد اليوم وبكلّ أسف خلافًا وانقسامًا بين السياسيين حول المادة 112 من قانون الإنتخابات النيابية الحالي. فقد عُلقت هذه المادّة وبحق في انتخابات 2018 و2022 لعدم صحّتها؛ فاستحداث ست دوائر انتخابية للبنانيين غير المقيمين مخالف لمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين المقيمين والمنتشرين، وهو مبدأ يضمنه الدستور والنظام الديموقراطي عندنا. إن حصر المنتشرين في ستة مقاعد نيابية يتعارض مع مبدأ ربطهم بوطنهم وأرضهم وأهلهم ومشاركتهم في الحياة السياسية اللبنانيّة. ما نشهده في المادة 112 هو عملية اقصاء يلغي حقّ المنتشرين الطبيعي بالتصويت في كلّ الدوائر الإنتخابية المئة وثماني وعشرين على مساحة الوطن. إن اللبنانيين في الإنتشار يتطلعون إلى المشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة بكلّ حريّة في دوائرهم الإنتخابية حيث مكان قيدهم في لبنان. فلا بدّ من أجل حماية الوحدة الداخليّة من إلغاء المادّة 112 من قانون الإنتخاب الحاليّ”.