عاد شبح الحرب ليخيّم من جديد، مع تصعيد عسكري خطير تمثل في سلسلة من الغارات الإسرائيلية، وُصفت بأنها الأعنف منذ حرب الـ ٦٦ يوماً. أكثر من عشرين غارة طالت النبطية الفوقا، مرتفعات كفرتبنيت، وشقة سكنية في قلب مدينة النبطية، مخلفة دماراً واسعاً وسقوط عدد من القتلى والجرحى.
فقد شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الحادية عشرة قبل الظهر اليوم الجمعة سلسلة غارات عنيفة استهدفت احراج علي الطاهر ومرتفعات كفرتبنيت والنبطية الفوقا، ملقيا صواريخ ارتجاجبة احدث انفجارها دويا هائلا . وبعد اقل من عشر دقائق جدد غاراته العنيفة على المنطقة نفسها. وكتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على “أكس”: “هاجمت طائرات جيش الدفاع الحربية قبل قليل موقعًا كان يستخدم لادارة أنظمة النيران والحماية لحزب الله الارهابي في منطقة جبل شقيف في جنوب لبنان”.
أضاف: “يعد هذا الموقع جزءاً من مشروع تحت الارض تم إخراجه عن الخدمة نتيجة غارات جيش الدفاع في المنطقة حيث رصد جيش الدفاع محاولات لاعادة إعماره ولذلك تمت مهاجمة البنى التحتية الإرهابية في المنطقة”. وأشار أدرعي الى ان “وجود هذا الموقع ومحاولات إعماره تشكل خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”، مؤكدا ان “جيش الدفاع لن يتسامح مع محاولات حزب الله العمل داخل الموقع وسيواصل العمل لإزالة اي تهديد على دولة إسرائيل”.
كما ألقت مسيرة اسرائيلية قنبلة صوتية بجانب آليتين (بيك آب) في بلدة راميا أثناء قيامهما بتحميل خردة حديد، دون تسجيل اصابات.
مسؤولية الحكومة:
وفي وقت لاحق، أعلن أدرعي مجدداً عبر حسابه على منصّة “أكس”، أنّ “بعد الغارات التي شنها الجيش الاسرائيلي، صباح اليوم في جنوب لبنان، على موقع لحزب الله استخدم لإدارة النيران والحماية وردت تقارير لبنانية عن إصابة مبنى مدني ووقوع إصابات”.وأوضح ان “الجيش الاسرائيلي لم يستهدف اي مبنى مدني حيث وبناءً على المعلومات الموجودة بحوزتنا فإن الحديث عن تعرض المبنى لإصابة قذيفة صاروخية كانت داخل الموقع وانطلقت وانفجرت نتيجة الغارة”. وأضاف: “يواصل حزب الله تخزين قذائفه الصاروخية العدوانية بالقرب من المباني السكانية وسكان لبنان وتعريضهم للخطر”. وتابع: “حزب الله يواصل المخاطرة بسكان جنوب لبنان في ضوء رفضه تسليم سلاحه للدولة اللبنانية”.وحمّل “الحكومة اللبنانية مسؤولية ما يجري داخل أراضيها في ضوء عدم مصادرة أسلحة حزب الله الثقيلة وقذائقه الصاروخية”. وختم: “جيش الدفاع سيواصل العمل لإزالة اي تهديد على دولة إسرائيل”.
متابعة وادانة:
رئيس الجمهورية جوزاف عون تابع تطور الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرضت لها منطقتي النبطية وإقليم التفاح قبل الظهر، ولا سيما القصف المدفعي والصاروخي الذي استهدف الشقق السكنية والاحراج والتلال. واطلع الرئيس عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل على تفاصيل الاعتداءات معربا عن ادانته الشديدة لاستمرار إسرائيل في اعمالها العدائية منتهكة بذلك سيادة لبنان والاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي. وقال الرئيس عون:” يبدو ان إسرائيل ماضية في استهداف الاستقرار في الجنوب على رغم المواقف المحلية والعربية والدولية التي تدين ممارساتها العدائية، وكأنها بذلك تضرب عرض الحائط القرارات والدعوات الى وقف العنف والتصعيد في المنطقة الامر الذي يستوجب تحركا فاعلا من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الاعتداءات، لا سيما من الدول التي رعت اتفاق تشرين الثاني الماضي وايدت مندرجاته وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، علما ان التصعيد الإسرائيلي لن يخدم الجهود المبذولة في الداخل والخارج من اجل تثبيت الاستقرار في لبنان ودول المنطقة”.
من جهته، كتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر “أكس”: “أُدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية في محيط النبطية، التي تمثّل خرقًا فاضحًا للسيادة الوطنية ولترتيبات وقف الأعمال العدائية التي تم التوصل إليها في تشرين الثاني الماضي، كما تشكّل تهديدًا للاستقرار الذي نحرص على صونه”.