في فرنسا، نيكولا ساركوزي دخل السجن. مش استقال، مش اعتذر، مش قال “أنا ضحية مؤامرة كونية”. لا، دخل السجن مثل أي مواطن… لأنو سكت عن سعي فريقه إلى أخذ مال سياسي من القذافي.
أما في لبنان؟ لو ساركوزي كان لبناني، كان اليوم:
عم يفاوض على تشكيل حكومة.
أو عم يترأس لجنة مكافحة الفساد.
أو عم يطلّ علينا من شاشة “المنار” ليحاضر بالأخلاق السياسية!
في لبنان، المال السياسي مش جريمة… هو “نعمة من ربّك”
إذا إجا من إيران: “مال مبارك”.
إذا إجا من الخليج: “دعم للأشقاء”.
إذا إجا من القذافي؟ “ما حدا شاف، ما حدا دقّق، ما حدا سأل”.
القضاء؟ في فرنسا بيحكم.
في لبنان؟ بيُحكم عليه.
القاضي يلي بيستدعي سياسي؟ “مسيّس”.
القاضي يلي بيغضّ النظر أو يظلم بريئًا ويفتري عليه؟ “وطني”.
القاضي يلي بيشتغل؟ “متهوّر، عم يهدد السلم الأهلي”.
مرفأ بيروت؟ انفجر.
الدولة؟ انفجرت معه.
التحقيق؟ انفجر قبل ما يبدأ.
السياسيون؟ انفجروا غضبًا… على القاضي مش على الجريمة!
الطوائف؟ كل طائفة عندها “مجرمها المفضل”.
ممنوع المسّ فيه.
ممنوع التحقيق معه.
وإذا القاضي فكّر يفتح الملف؟ بيصير “عدو الطائفة”، و”عميل السفارات”، و”مندس من الخارج”.
في فرنسا:
الرئيس يُسجن.
القضاء يُحترم.
الشعب يُصدّق العدالة.
في لبنان:
المجرم يُنتخب.
القاضي يُلعن.
الشعب يُقسّم… حسب الزعيم، مش حسب الحقيقة.
فهل نحتاج إلى قذافي لبناني؟ أم نحتاج إلى ساركوزي لبناني؟ أم نحتاج إلى شعب… ما بيبرّر الجريمة إذا كانت “من جماعتنا”؟
في لبنان، كل شيء قابل للتفاوض: العدالة، الحقيقة، وحتى الضمير… بس مش الكرسي، الكرسي مقدّس!