خيّم الحزن على جلسة حوارية رسمية خُصّصت لمناقشة تداعيات انفجار مرفأ بيروت، وتحولت إلى لحظة أليمة حين وقفت أم ثكلى لتروي وجعها. كلماتها اخترقت الصمت، خاصة عندما قالت بصوت مختنق: “منذ وفاة ابني، ونحن في الشوارع نطالب بالحقيقة والعدالة لضحايانا. الوقوف في الطريق صعب، لا سيّما حين تنكسر صورة ابني على صدري وأنا أطالب بحقه، وتعرضت للضرب من أجله… ابني الذي لم يكن لي سواه. لقد ذقنا طعم الظلم، لكنني ما زلت أعلّق أملي بكم للوصول إلى العدالة”.
ولم يتمالك رئيس الحكومة نواف سلام دموعه، مجسداً حجم الجرح الوطني الذي لم يندمل بعد، وعمق الحاجة إلى عدالة لا تزال غائبة.
وخلال كلمة ألقاها أكّد سلام أن “معرفة الحقيقة ومحاسبة المتورطين في الانفجار هي قضية وطنية جامعة”، مضيفًا:
“في هذا اليوم، نستحضر واحدة من أكثر اللحظات وجعًا في تاريخنا المعاصر. انفجار 4 آب لم يكن مجرّد كارثة إنسانية، بل لحظة صادمة اختُبرت فيها الثقة بين المواطن والدولة.”
وشدد على أنّ “كل اسم من أسماء الشهداء هو حكاية مفقودة في ذاكرة هذا الوطن، وكل واحد منهم كان حياةً كاملة، وما زال الجرح مفتوحًا لأن العدالة لم تتحقق بعد”.
وتابع:“في مقابل وجه الرابع من آب الموجِع، هناك وجه الخامس من آب، يوم اندفع الشابات والشباب ليرفعوا الركام ويداووا الجراح، جيل لم يكن مسؤولًا عمّا جرى، لكنه اليوم في طليعة من يطالب بالعدالة. ولهذا، فإن عدالة 4 آب ليست مسألة قضائية فقط، بل جوهر سؤال عن طبيعة البلد الذي نريد أن نعيش فيه.”.