بين تسجيل المغتربين وتعطيل الجلسات... الاستحقاق النيابي في مهب التجاذبات

في خطوة لافتة وسط الأجواء المشحونة، أعلنت وزارتا الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين في بيان مشترك عن بدء عملية تسجيل اللبنانيين المنتشرين في الخارج للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، وذلك اعتبارًا من 2 تشرين الأول وحتى 20 تشرين الثاني 2025، عملاً بأحكام المادة 113 من قانون الانتخاب رقم 44/2017.

وأكد البيان أن هذا الإعلان جاء نتيجة تنسيق مستمر بين الوزيرين أحمد الحجار ويوسف رجي، اللذين يتابعان بشكل شبه يومي تفاصيل هذا الاستحقاق الوطني، بهدف تأمين أفضل الظروف الإدارية والفنية لضمان مشاركة المغتربين في العملية الانتخابية.

أزمة النصاب تُجمّد القوانين وتُشعل السجال

في المقابل، وعلى الجبهة التشريعية، فشل مجلس النواب في عقد جلسته التي دعا إليها رئيس المجلس نبيه بري، استكمالًا لجلسة يوم الاثنين، بسبب عدم اكتمال النصاب، إذ حضر فقط 48 نائبًا. وأدى ذلك إلى إرجاء الجلسة إلى موعد غير محدد، وسط جدل دستوري أثاره نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب.

بو صعب اعتبر أن “عدم اكتمال النصاب يعني أن الجلسة التي بدأت بالأمس أصبحت معطّلة”، مشيرًا إلى أن القوانين السبعة التي أُقرت تبقى مجمّدة إلى حين عقد جلسة جديدة تُقفل فيها المحاضر رسميًا، ما يتيح نشرها في الجريدة الرسمية. وأضاف أن تعطيل المجلس النيابي يعرقل إقرار القوانين الإصلاحية، ما يفاقم الأزمة ويستدعي حلاً سياسيًا.

لكن هذا الطرح قوبل برفض من كتل المعارضة، حيث ردّ النائب جورج عدوان مؤكدًا أن “القوانين التي أُقرت بالأمس هي نافذة، إلا إذا أردنا اجتهادًا جديدًا”، مشددًا على أن خطوة عدم الحضور تهدف إلى تصحيح مسار عمل المجلس، لا تعطيله، خصوصًا في ما يتعلق بإدراج اقتراح القانون المعجّل المكرّر على جدول الأعمال.

جعجع يتهم بري بتعطيل الانتخابات

وفي موقف تصعيدي، حمّل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع رئيس المجلس نبيه بري مسؤولية تعطيل الجلسة، متسائلًا عن سبب تجاهل اقتراح قانون معجّل مكرّر تقدم به 67 نائبًا منذ أشهر لتعديل قانون الانتخاب، معتبرًا أن هذا التجاهل يشكل خرقًا للنظام الداخلي للمجلس، وانتقاصًا من كرامة النواب الذين يمثلون شريحة واسعة من اللبنانيين.

وأكد جعجع أن الحل بيد الرئيس بري، عبر الدعوة إلى جلسة تشريعية عاجلة يكون على رأس جدول أعمالها اقتراح القانون المعجّل المكرّر، خصوصًا مع بدء تسجيل المغتربين، محذرًا من أن أي تأخير إضافي قد يُفسّر على أنه محاولة لتعطيل الانتخابات النيابية المقبلة.