"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

بين الحرب والحنين.. رحلة عائلة سورية - فرنسية تنتهي بمأساة في السويداء

نيوزاليست
الاثنين، 4 أغسطس 2025

بين الحرب والحنين.. رحلة عائلة سورية - فرنسية تنتهي بمأساة في السويداء

روت السيدة السورية الفرنسية أمجاد زريفة، بعد نجاح عملية إجلائها رفقة طفليها من السويداء، تفاصيل صادمة لما عاشته العائلة خلال أسبوع الصراع الدامي الذي شهدته المحافظة وأدى إلى مقتل زوجها فراس خلال إجازتهما المنتظرة طوال سنوات الحرب السورية.

وبحسب إذاعة فرنسا الدولية، قررت أمجاد وزوجها فراس مغادرة البلاد واللجوء إلى فرنسا رفضا لقمع نظام بشار الأسد منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث أنهيا دراستهما بين عامي 2005 و2011.

استقر الزوجان في شمال غرب فرنسا عام 2014، ونالا الجنسية الفرنسية سريعا، فراس يعمل في مجال المعلوماتية، وأمجاد أستاذة رياضيات.

من مدينتهما الفرنسية روان، تابعت العائلة سقوط النظام السوري في ديسمبر 2024، قررا حينها قضاء عطلة الصيف في مسقط رأسيهما، مدينة السويداء، برفقة طفليهما البالغين من العمر 5 و15 عاما.

تروي أمجاد: “سافرنا في 5 يونيو، وصلنا إلى دمشق، ثم انتقلنا إلى السويداء، حيث خططنا للبقاء شهرين”.

بداية المأساة: 13 يوليو

تقول أمجاد: “قضينا شهرا جميلا برفقة العائلة، لكن فجأة، في يومين فقط، انقلب كل شيء. كان ذلك في 13 يوليو”، في ذلك اليوم، اندلعت اشتباكات دامية بين مجموعات بدوية ومقاتلين محليين في السويداء.

سبق هذه الأحداث مواجهات مماثلة في أبريل ومايو، انتهت باتفاقات محلية بين القيادات الدينية والسلطات لاحتواء التصعيد، ودمج المقاتلين الدروز في الهياكل الجديدة للسلطة، لكن هذه التهدئة لم تدم.

مع تفاقم العنف، وجدت أمجاد نفسها مع طفليها عالقة في منزل عائلة زوجها في قلب المدينة.

وتقول: “بدأ الأطفال يشعرون بالخوف، وطلب مني زوجي أن أغادر معهم إلى منزل والديّ في قرية قنوات شمال المدينة”، وصلوا إلى القرية، حيث استقبلهم والدها مؤقتًا، على أمل أن تهدأ الأوضاع.

لكن الأمور لم تتحسن. بقي فراس عالقا في المدينة، وسط إطلاق نار كثيف وشوارع تعج بالمركبات المليئة بالنازحين.

وبحسب أمجاد احتمى فراس وشقيق زوجته في غرفة بالمنزل، ثم أرسل في 16 يوليو رسالة نصية قال فيها إن الدبابات وصلت الحي، لكن الوضع لا يزال تحت السيطرة. وبعد ساعة أرسل رسالة إلى مجموعة الحي مفادها: “نحن محاصرون هنا، نحتاج للمساعدة”، انقطعت الاتصالات عند الساعة 10:30 صباحًا.

قُتل فراس وشقيق أمجاد برصاص مباشر، ثم تعرض المنزل لخمس ضربات بقاذفات صواريخ قبل أن يُحرق بالكامل.

في اليوم التالي، علمت أمجاد بالخبر من جيران تمكنوا من الاختباء. في 17 يوليو، عُثر على بقايا جثة شقيقها وساعة فراس بين الأنقاض. لم تتمكن العائلة من العودة إلى المدينة إلا بعد أسبوع، وسط أوضاع أمنية كارثية، واحتمت بمنزل أحد الأعمام.

تقول أمجاد: “بقينا عالقين أسبوعين تقريبًا. لا وسيلة للعودة إلى دمشق، ولا إلى المطار. المدينة كانت محاصرة لا ماء، لا غذاء، لا دواء. الجثث منتشرة، خاصةً حول المستشفى”.

رغم إعلان وقف إطلاق النار في 20 يوليو، بقيت الأوضاع متوترة. أقامت القوات الحكومية حواجز على الطرق المؤدية إلى المدينة، ولم تسمح إلا بمرور المركبات المصرح لها.

العودة إلى فرنسا

بمساعدة أحد أصدقاء العائلة، وبفضل جوازات السفر الفرنسية، تمكّن الصليب الأحمر السوري من إخراج أمجاد وطفليها من المدينة في 30 يوليو.

معهم غادر العديد من الدروز القادمين من فنزويلا ودول أخرى، بعدما استغلوا فرصة سقوط الأسد لزيارة وطنهم لأول مرة منذ سنوات.

في 31 يوليو، وصلت أمجاد وطفلاها إلى باريس مرورا بإسطنبول، بينما بقي معظم أفراد أسرتها في السويداء.

المقال السابق
ما هي متلازمة "غيلان باريه" التي تفتك بالغزاويين؟
نيوزاليست

نيوزاليست

newsalist.net

مقالات ذات صلة

هذه هي بنود الورقة التي قدمتها واشنطن للبنان تحت عنوان TAKE IT OR LEAVE IT

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية