أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أنه مستعد للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شرط أن يكون اللقاء “مُحضراً له جيداً”، لكنه تساءل في الوقت ذاته عن “جدوى مثل هذا اللقاء في المرحلة الحالية”.
وأشار بوتين إلى أن “صلاحيات زيلينسكي انتهت”، معتبراً أن أي لقاء معه “لن يأتي بنتائج عملية”، لكنه أوضح أنه أبلغ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب باستعداده لعقد لقاء مع زيلينسكي في موسكو.
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، قال بوتين إن روسيا لا تقاتل “من أجل الأرض، بل من أجل حقوق الناس”، مضيفاً: “من حق أوكرانيا اختيار ضماناتها الأمنية، لكن من حقنا أيضاً تحديد ما يحفظ أمننا”.
وأضاف بوتين: “إذا ساد المنطق السليم حينها يمكننا أن ننهي النزاع في أوكرانيا”.
وعلى الصعيد الدولي، اعتبر بوتين أن اقتصادات الاتحاد الأوروبي الرائدة تمر بحالة ركود، في حين يشهد الطلب العالمي على الطاقة ارتفاعاً ملحوظاً، مشيراً إلى أن زيارته الأخيرة إلى الصين كانت “إيجابية ومفيدة” على المستويين السياسي والاقتصادي.
اعتراف دولي بالمناطق الأوكرانية
في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة نُشرت الأربعاء أن روسيا تسعى إلى اعتراف دولي بالمناطق الأوكرانية التي ضمتها كجزء من أراضيها، وذلك لضمان سلام “دائم”.
ويطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كييف بالتنازل لروسيا عن المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمتها منذ أيلول/سبتمبر 2022، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، وأن تتخلى أوكرانيا عن خططها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وهذه الشروط غير مقبولة بالنسبة للقادة الأوكرانيين وحلفائهم الغربيين.
من جانبها، تُطالب أوكرانيا بانسحاب الجيش الروسي بالكامل من أراضيها التي يحتل 20% منها.
وقال لافروف في مقابلة نُشرت على موقع وزارة الخارجية الرو سية “لكي يكون السلام دائما، يجب الاعتراف بالواقع الجديد على الأرض.. وإضفاء الطابع الرسمي عليه وفقا للقانون الدولي”.
ورد نظيره الأوكراني أندريه سيبيغا سريعا على هذه التصريحات قائلا على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي “سلسلة جديدة من الإنذارات القديمة. لم تغير روسيا أهدافها الوحشية، ولا تبدي أي استعداد للدخول في مفاوضات جدية”.
وأضاف “هذا يثبت أن شهية المعتدي تزداد عندما لا يخضع للضغوط والقوة. حان الوقت لضرب آلة الحرب الروسية بعقوبات قاسية جديدة”.
خُمس الأراضي الأوكرانية مع الروس
أكدت تركيا الأسبوع الماضي أن روسيا لا تزال تطالب أوكرانيا بالتنازل عن دونباس (شرق) التي لا تسيطر عليها بالكامل، لكنها مستعدة لتجميد النزاع في جنوب البلاد على طول خطوط الجبهة الحالية. وكانت تركيا استضافت ثلاث جولات من المحادثات بين الروس والأوكرانيين هذا العام في إسطنبول.
ويحتل الجيش الروسي خُمس الأراضي الأوكرانية حيث أعلنت موسكو ضم خمس مناطق: في الشرق دونيتسك ولوغانسك وتشكلان منطقة دونباس وفي الجنوب خيرسون وزابوريجا وشبه جزيرة القرم التي احتلتها عام 2014.
خلال المحادثات التي جرت في اسطنبول في وقت سابق من هذا العام، طالب المفاوضو ن الروس بانسحاب أوكرانيا بالكامل من هذه المناطق الخمس كشرط مسبق لإنهاء الحرب.
وبحسب أنقرة، غيرت روسيا موقفها في أعقاب القمة الأخيرة في ألاسكا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.