ماذا لو كانت هناك مهارة ذهنية بسيطة قادرة على تخفيف وطأة الأزمات اليومية، ومساعدتنا على النهوض من جديد؟
بحسب ما تؤكده الأبحاث، فإن “التفكير الإيجابي” هو إحدى هذه المهارات، والتي تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الصمود النفسي والقدرة على مواجهة التحديات.
الدكتورة لورا غابايان، الطبيبة والباحثة، تشارك عبر مجلة Psychology Today أربع وسائل عملية وفعالة لتجاوز صعوبات الحياة من خلال التفكير الإيجابي. وهي ترى أن هذه التقنية ليست مجرد تفكير سطحي، بل أداة عقلية قوية تغيّر نظرتنا للواقع وتمنحنا طاقة للاستمرار.
1. التمسك بالأمل… حتى وسط الفوضى
الأمل هو اختيار. اختيار الإيمان بأن الغد يحمل فرصًا جديدة، حتى عندما يبدو الحاضر مظلمًا. تستشهد الدكتورة غابايان بتجربتها الشخصية خلال حريق “بالي سايدز” في الولايات المتحدة، حيث فقدت منزلها بالكامل. لكنها تؤكد أن الإيمان بالقدرة على البدء من جديد هو ما ساعدها على تجاوز الصدمة. هذا الأمل ليس وهمًا، بل قوة تهدئ القلق، وتحافظ على الدافع النفسي للاستمرار.
2. البحث عن الجانب المضيء في كل ي وم
لا يمكن لأي شيء أن يُلغي وقع المصائب، ولكن الانتباه إلى ما هو إيجابي وسط الألم يُحدث فارقًا كبيرًا. أحيانًا، مجرد الشعور بوجود الأهل، أو النجاة من الخطر، يمكن أن يصبح مرساة نفسية تساعدنا على الثبات. ووفقًا لغابايان، فإن تدريب العقل على رؤية النور – حتى لو كان خافتًا – يعيد التوازن الداخلي ويمنع الغرق في اليأس.
3. تذكّر أنك أقوى مما تظن
من يكرر لنفسه: “أنا قادر”، يبدأ فعليًا في تصديق ذلك. هذه العبارات البسيطة تساهم في تعزيز الصمود الداخلي.
وتحكي غابايان عن فترة تدهورت فيها حالتها الصحية، لكنها اختارت أن تستعيد احترامها لذاتها وتؤمن بقدرتها على التعافي.
رؤية الذات كصانع قرار لا كضحية هي خطوة أساسية نحو استعادة السيطرة على الحياة.
4. احتضان المشاعر دون إنكارها
الإيجابية الحقيقية لا تعني إنكار الألم أو تجنّبه. بل تعني الاعتراف بالمشاعر والتعامل معها بوعي.
البكاء، الحديث، أو الكتابة عن المشاعر، كلها وسائل لتفريغ الطاقة الداخلية بدلًا من كبتها.
وترى غابايان أن قبول الألم هو شكل من أشكال الحكمة العاطفية، لأن من يعرف كيف يتعامل مع ضعفه، يعرف أيضًا كيف ينمّي قوته.