براك يصف عون وبري وسلام بالديناصورات…لماذا؟
قال المبعوث الأميركي توم باراك في منتدى المنامة: “لديكم إسرائيل، وهي جاهزة لعقد اتفاقيات حدودية مع جميع جيرانها، وهي مدينة لأمريكا بجميل، اما في لبنان فلا يمكنك أن تلفظ كلمة إسرائيل ومن غير القانوني إجراء محادثة مع إسرائيل. في أي عصر نعيش؟“.
وأضاف: “القيادة اللبنانية اليوم قوية. الرئيس عون، رئيس الوزراء نواف سلام، وحتى رئيس المجلس نبيه بري. إنهم يحاولون، لكنهم ديناصورات.”
وتابع: “تجري مفاوضات على الخط الأزرق، الحدود بين لبنان وإسرائيل. تجري مع سوريا، وفي غضون أربعة أشهر، يمكنكم إنهاء كل هذا.”
وأشار إلى أن النموذج الأمثل للبنان هو اتفاقيات أبراهام التي وقعتها دول عربية مع إسرائيل عام 2020.
تصريحات باراك هذه تكشف عن رؤية أميركية واضحة لمستقبل لبنان، تقوم على فك العزلة الإقليمية عبر الانفتاح على إسرائيل. في نظره، استمرار القطيعة مع إسرائيل ليس فقط غير عملي، بل يعكس عقلية سياسية متحجرة، وهو ما عبّر عنه بوصف القيادات اللبنانية بـ”الديناصورات”.
هذا الوصف يحمل دلالات عميقة؛ فهو لا يقتصر على انتقاد الأشخاص، بل يرمز إلى عجز هذه القيادات عن التكيف مع التحولات الجيوسياسية في المنطقة، تمامًا كما انقرضت الديناصورات لعدم قدرتها على التكيف مع بيئتها.
براك يرى أن الحل يكمن في مفاوضات مباشرة على الخط الأزرق مع إسرائيل، بالتوازي مع تسوية مع سوريا، معتبرًا أن ذلك يمكن أن ينهي حالة الصراع خلال أشهر. هذه الطروحات تعكس ضغطًا أميركيًا غير مباشر لدفع لبنان نحو مسار مشابه للتطبيع الخليجي، مستفيدًا من عوامل إقليمية مثل سقوط نظام الأسد ووقف إطلاق النار في غزة.
لكن هذه الرؤية تصطدم بواقع داخلي معقد: الانقسام الطائفي، نفوذ حزب الله، والخوف من حرب أهلية جديدة. لذلك، وصف باراك لمشروع نزع سلاح الحزب بأنه “غير واقعي” يوضح إدراك واشنطن لصعوبة فرض حلول جذرية في ظل هشاشة الدولة اللبنانية.
في المحصلة، تصريحات باراك ليست مجرد نقد، بل هي رسالة سياسية: إما أن يتكيف لبنان مع المتغيرات الإقليمية، أو يبقى في عزلة وفوضى، تمامًا كما انقرضت الديناصورات لعدم قدرتها على التكيف.