قبل أيّام، ت عهد رئيس الحكومة نواف سلام بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث معه في الجواب اللبناني الذي سوف يتم تقديمه للمبعوث الأميركي توم براك، بعد تسلم التعليق الأميركي على “الأفكار اللبنانية” الخاصة بسحب سلاح “حزب الله”. لكنّ براك وصل الى لبنان، ولم يتمكن سلام من مقابلة بري الذي كان قبل ذلك قد توجه الى القصر الجمهوري حيث أبلغ الرئيس جوزاف عون أنّ جوابه، هذه المرة، على براك لن يكون ضمن الورقة التي سوف يسلمه عون اياها بل ستكون مستقلة، بحيث تتضمن الموقف الرسمي ل”الثنائي الشيعي” بصفته المعني الأول والأخير بما تتضمنه من مطالب وأفكار وأجوبة.
وهكذا بدا لبنان، مرة جديدة لبنانين. لبنان يقوده رئيسا الجمهورية والحكومة ولبنان ثان يقوده حزب الله ممثلا برئيس حركة أمل نبيه بري.
وخلال الحرب، سلّم رئيس الحكومة في حينه نجيب ميقاتي دفة التفاوض مع المبعوث الأميركي السابق آموس هوكشتاين الى بري بصفته المفاوض باسم حزب الله. حينها كان هناك فراغ رئاسي وحرب، وكانت الضرورات تبيح المحظورات.
حاليا، هناك اكتمال للسلطة ولكنّ بري يريد خلق مكان لنفسه غير متاح في الدستور، مستفيدا من تشدد “حزب الله”.
بطبيعة الحال، بري الذي اضعف موقف عون وسلام، سوف يناور.مشكلته أنه سوف يتبلغ موقفا تبلغه الجميع من براك: إذن، دبروا راسكم انتم واسرائيل، وأيلول طرفه بالخطر مبلول!