فجأة لم تعد بالنسبة لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، ( لم تعد) الانتخابات البلدية والاختيارية “من دون اي مضمون سياسي بل مجرد عملية إنمائية تتداخل فيها المصالح المحلية بالمسائل العائلية”، كما كان يردد في جبل لبنان والشمال والبقاع وبيروت.
ما رفض إضفاءه على هذه الانتخابات في كل لبنان، حيث منيت اللوائح المدعومة منه بانتكاسات “خطرة الدلالة”، تراجع عنه باسيل في جزين، في ظل ماكينة انتخابية، انفقت بفعل ثروة رئيسها دافيد الحلو، مبلغًا خياليًا، تجاوز، وفق ظاهر الحال، المليوني دولار أميركي.
إمكانية فوز اللائحة التي يترأسها المتموّل دافيد الحلو، جعلت باسيل يًبكر في إضفاء البعد السياسي على المعركة الانتخابية، خلافا لما كان يفعله في أماكن اخرى.
قبل افتتاح صندوق الاقتراع، رفض راية التحدي في وجه “القوات اللبنانية” ومع ظهور اولى استنتاجات الماكينات الانتخابية في جزين انتقل إلى “عروس الشلال” من حيث احتفل بالفوز، مقدمًا استنتاجات خاصة بالانتخابات النيابية وبالعلاقات اللبنانية- اللبنانية.
وفي الانتخابات النيابية الأخيرة، اخرجت دائرة جزين “التيار الوطني الحر” من التمثيل النيابي واعطت مقاعدها ل”القوات اللبنانية”، على الرغم من ان جزين المدينة وبعض البلدات المحيطة بها، كانت ولا تزال أقرب إلى “التيار” من “القوات اللبنانية” التي حققت، بلديا، بعض التقدم في معاقل خصمها السياسي اللدود، على مستوى الاتحاد.
صحيح ان “التيار”، فاز في جزين بالتحالف مع متموّل “كريم للغاية”، ولكن الصحيح ايضا ان جبران باسيل جعله ، مرة جديدة، تيار المواقف المتقلبة، وفق المصلحة!