"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

ايران تهاجم "مؤامرة" ممر زنغزور

نيوزاليست
السبت، 9 أغسطس 2025

وكالة تسنيم الايرانية

أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية أن إيران، سواء بالتعاون مع روسيا أو بدونها، ستمنع إنشاء الممر الاميركي في القوقاز، لأنه يهدد أمن المنطقة ويغير خريطتها الجيوسياسية.

وقال علي أكبر ولايتي، مستشار قائد الثورة الإسلامية في الشؤون الدولية، في مقابلة خاصة مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، ردًّا على سؤال حول الخطوة الأخيرة التي قام بها دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، بشأن الممر المسمّى «زنغزور» وادعائه استئجار هذا الممر لمدة 99 عامًا: «هل جنوب القوقاز منطقة بلا صاحب حتى يقوم ترامب باستئجارها؟ إن القوقاز من أكثر المناطق الجغرافية حساسية في العالم، وهذا الممر لن يتحول إلى ممر يملكه ترامب، بل سيكون مقبرة لمرتزقته».

وأكد على الموقف الثابت لإيران في رفض إنشاء ما يسمى بـ “ممر زنغزور”، موضحاً أن سبب هذا الرفض يعود إلى أن هذا الممر يغيّر الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، ويبدّل الحدود، وقد صُمم في الأساس من أجل تقسيم أرمينيا.

وأشار مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية إلى الخطوات الحاسمة التي اتخذتها إيران لإظهار رفضها لإطلاق هذا الممر التآمري، قائلاً: عندما أصرت تركيا وجمهورية أذربيجان على تنفيذ هذا المشروع، نفذت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بقيادة الفريق الشهيد باقري (رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة آنذاك)، سلسلة من المناورات العسكرية في شمال غرب البلاد، في إشارة واضحة إلى استعداد إيران وجديتها لمنع هذا الإجراء.

وشدد ولايتي على أن «تأجير الممر لدولة أخرى كلام ساذج، وترامب يتعمد السذاجة»، موضحاً أن هذا الادعاء، أي استئجار الممر من قبل ترامب في هذه المنطقة من العالم، يشبه أن يأتي شخص من هذا الطرف من العالم ليستأجر قناة بنما! هذا أمر مستحيل ولن يحدث.

وأضاف أن «ترامب، وكعادته، يطلق تصريحات براقة لكنها خاوية»، معتبراً أنه يتوهم أنه صاحب مكتب عقاري يريد أن يستأجر أرضاً أو منطقة ما!

وشدد وزير الخارجية الإيراني الأسبق على أن مشروع هذا الممر، الذي ينطوي على تقسيم أرمينيا في المستقبل، يواجه معارضة قوية من الشعب الأرمني، مؤكداً أن أي شعب لا يقبل بتقسيم أرضه، حتى وإن تبنّت حكومته – للأسف – مواقف متذبذبة.

وأشار ولايتي إلى مواقف رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، قائلاً إنه خلال زيارته السابقة إلى طهران، ومع إدراكه الواضح لطبيعة هذا المشروع التخريبية، أكد أنه يوافق موقف إيران ويعارض إنشاء الممر.

وأوضح، متذكراً التغييرات التي سيحدثها إنشاء ممر زنغزور في حدود إيران، وأنه سيجعل طرق اتصالها في الشمال والشمال الغربي محصورة بتركيا، أن تنفيذ هذا المخطط سيعرض أمن القوقاز الجنوبي للخطر، ولهذا السبب أكدت إيران أنها، سواء بالتعاون مع روسيا أو بدونها، ستعمل على حماية أمن هذه المنطقة، مضيفاً أنه يعتقد أن روسيا أيضاً، من منظور استراتيجي، تعارض هذا الممر.

وبيّن مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية أن الأمريكيين يزعمون أن استئجار هذا الممر يهدف إلى نقل الطاقة من بحر قزوين، مذكّراً بأن بحر قزوين بحر شبه مغلق يخص الدول المشاطئة له، وأن نقل النفط والغاز عبره يتطلب موافقة جميع تلك الدول. وأشار إلى أن مناورات مشتركة بين إيران وروسيا أُجريت في بحر قزوين خلال الأسابيع الأخيرة، ورسالتها كانت واضحة: إذا أقدم طرف خارجي على التحرك في هذا الشأن، فسنقف في وجهه.

وأكد ولايتي أن هذا الممر ليس مجرد ممر تجاري، بل هو مؤامرة سياسية ضد إيران وبعض الدول المجاورة، مضيفاً أن تركيا، العضو في الناتو، ليست وحدها في هذا الأمر، بل تسعى دول الناتو الأخرى أيضاً إلى الحضور في هذه المنطقة، وأن الحلف سيقف كأفعى بين إيران وروسيا؛ لكن إيران لن تسمح بحدوث ذلك.

وأضاف: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كرر مراراً في شأن أوكرانيا أنه إذا انضمت الأخيرة إلى الناتو واقتربت من موسكو فسيتخذ إجراءً؛ ونحن أيضاً لن نسمح للناتو بالاقتراب من حدود إيران الشمالية، ونؤمن بأن الوقاية خير من العلاج.

وقال وزير الخارجية الإيراني الأسبق إن سكان المناطق الشمالية من إيران، من أذربيجان الغربية والشرقية إلى أردبيل، وكيلان، والديلم، والمازندارانيين، والخراسانيين وغيرهم، سيقفون في وجه أي مؤامرة تستهدف شمال غرب إيران، مؤكداً أن هؤلاء الناس وقفوا عبر التاريخ في مواجهة الأمويين وصولاً إلى العثمانيين الذين حاولوا احتلال هذه الأرض، واليوم أيضاً لن يسمحوا بتمرير أي مؤامرة في هذه المناطق.

وأوضح ولايتي أن التواصل بين جانبي نخجوان وأراضي أذربيجان لا يحتاج إلى ممر، إذ يمكنهم استخدام الأراضي الإيرانية لتحقيق هذا التواصل، مشدداً على أن معادلات المنطقة وموازينها لا تقتصر على أذربيجان وأرمينيا فقط، بل إن أي تغيير جيوسياسي فيها سيؤدي أيضاً إلى تغيير في حدود إيران، ولهذا من حق طهران أن تدافع عن مصالحها بكل قوة.

المقال السابق
تدابير أمنية ايرانية لحماية علمائها النوويين
نيوزاليست

نيوزاليست

newsalist.net

مقالات ذات صلة

نتنياهو: هذا هو هدف العملية العسكرية على غزة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية