شهد لبنان تحركاً سياسياً وأمنياً مكثفاً بالتزامن مع الذكرى الـ 82 للاستقلال، حيث قام رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بزيارة تفقدية لقيادة قطاع جنوب الليطاني في صور برفقة قائد الجيش العماد رودولف هيكل، ثم استقبل الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان، كاجسا أولونغرن. وقد حملت تحركات عون رسائل مزدوجة: دعم مطلق للمؤسسة العسكرية ودعوة للمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل.
من الجنوب: دعم للجيش و رد على المنتقدين من ثكنة بنوا بركات في صور، أكد الرئيس عون أن الجيش “ثابتٌ في مواقفه والتزامه في الدفاع عن الكرامة الوطنية والسيادة والاستقلال”، موجهاً رداً قوياً على “حملات التجريح والتشكيك والتحريض” التي تستهدف المؤسسة العسكرية من الداخل والخارج. ونفى عون اتهام الجيش بالتقصير في خطة سحب السلاح، مشدداً على أن الجيش “غير آبه” بهذه الحملات.
من جانبه، استعرض قائد الجيش العماد هيكل التزام المؤسسة بتطبيق خطة الانتشار وبسط سلطة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية تنفيذاً للقرار الحكومي، رغم الإمكانات المحدودة والصعوبات، مشيراً إلى أن الجيش قدم 12 شهيداً منذ بدء تنفيذ الخطة الأمنية. كما اطلع الرئيس عون على الخرائط التي وثقت تجاوزات القوات الإسرائيلية للخط الأزرق خلال إنشاء الجدار الفاصل.
عون للاتحاد الأوروبي: ضغط على إسرائيل والتزام بحصرية السلاح
في قصر بعبدا، أبلغ الرئيس عون الممثلة الأوروبية أن لبنان ملتزم بتطبيق قرار الحكومة بشأن حصرية السلاح للدولة اللبنانية، مؤكداً أن هذا يشمل “كل المجموعات المسلحة اللبنانية والفلسطينية”.
كما جدّد عون انتقاده للانتهاكات الإسرائيلية، مشيراً إلى مرور عام كامل على اتفاق وقف الأعمال العدائية، حيث تواصل إسرائيل خرقه وتتمادى في توسيع اعتداءاتها وتجاوز الخط الأزرق. وطالب الرئيس عون بـ “ضرورة ممارسة المجتمع الدولي، ولا سيما الاتحاد الأوروبي، الضغط على إسرائيل لإرغامها على وقف اعتداءاتها على لبنان”.
ورحّب عون بأي دعم أوروبي، خاصة في ظل انسحاب “اليونيفيل” المتوقع في 2027، مشدداً على أن “الحفاظ على أمن لبنان وسلامته هو حفاظ على أمن أوروبا وسلامتها”. بدروها، نقلت المسؤولة الأوروبية ارتياح دول الاتحاد للإنجازات التي تحققت في عهد عون وتأكيد استمرار الدعم الأوروبي.
