بعد عملية “شبكة العنكبوت” النوعية الأوكرانية التي زلزلت العمق الروسي الأحد الفائت والتي يترقب العالم رداً روسياً عليها، أكد جهاز الأمن الداخلي الأوكراني أمس أنه فجّر جسراً يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم المحتلّة تمرّ عبره المركبات والقطارات، موضحاً أنه استخدم 1100 كيلوغرام من المواد التي جرى تفجيرها تحت الماء وألحقت أضراراً بأعمدة الجسر الذي كان يشكّل طريق إمداد رئيسياً للقوات الروسية في أوكرانيا.
وأوضح أنه “سبق أن ضربنا جسر القرم مرتين في عامَي 2022 و2023، واستأنفنا اليوم (أمس) هذا التقليد”، مشيراً إلى أن هذه العملية جرى الإعداد لها منذ شهور، في حين أعلنت السلطات الروسية وقف حركة المرور على الجسر لمدة ثلاث ساعات تقر يباً، من دون إيضاح الأسباب.
في سياق متصل، أكد المسؤول المعيّن من جانب روسيا للشطر الذي تحتله من منطقة زابوريجيا الأوكرانية يفغيني باليتسكي أن عملية إعادة التيار الكهربائي للمستهلكين بدأت بعد هجوم أوكراني تسبّب في انقطاعه عن أكثر من 600 ألف شخص، في وقت كشف فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي أن شروط إعادة تشغيل محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية التي تحتلها روسيا ليست متوفرة حالياً، موضحاً أن الروس “لم يخفوا قط” رغبتهم في إعادة تشغيل المحطة، لكنهم لن يتمكنوا من القيام بذلك قريباً.
إلى ذلك، اتهمت لجنة التحقيق الحكومية الروسية، أوكرانيا، بارتكاب “أعمال إرهاب” على خلفية تفجير جسرين للسكك الحديدية في منطقتي كورسك وبريانسك الروسيتين الأحد الفائت، مدعية أن الهجمات كانت في إطار خطة لاستهداف مئات المدنيين. وأكدت مقتل 7 أشخاص وإصابة 113 آخرين من جرّاء التفجيرات.
في الغضون، أفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين في هجوم روسي على مدينة سومي في شمال شرق البلاد، داعياً إلى ممارسة ضغط عالمي على نظيره الروسي فلاديمير بوتين لقبول وقف النار، فيما أجرى تغييرات في كبرى المناصب العسكرية، وعيّن قائداً جديداً للقوات البرية. وكشف مسؤولون محليون أوكرانيون أن روسيا شنت هجمات ليل الإثنين - الثلثاء أسفرت عن مقتل شخص في منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد وإصابة آخرين في مدينة تشيرنيهيف في الشمال. بالتوازي، زعمت الدفاع الروسية بأن قواتها سيطرت على قرية أندرييفكا في سومي.
وبعد الجولة الثانية من المحادثات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا في اسطنبول الإثنين، اعتبر الكرملين أن العمل على محاولة التوصل إلى حل لإنهاء الحرب معقد للغاية وأنه من الخطأ توقع أي قرارات وشيكة، لكنه ينتظر رد الفعل الأوكراني على مقترحاته، مؤكداً أن بلاده ستحترم الاتفاقات التي جرى التوصل إليها لتبادل الأسرى ورفات الجنود القتلى. وذكر أن أميركا وروسيا لم تتفقا بعد على أي اتصالات مستقبلية محددة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبوتين، مستبعداً أن يجري ترامب وزيلينسكي وبوتين محادثات مباشرة في المستقبل القريب.
في هذا الإطار، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف أن موسكو لا تسعى من خلال المفاوضات إلى حل وسط “غير واقعي”، بل إلى تحقيق “نصر كامل” و”القضاء التام على سلطة النازيين الجدد، وهذا هو جوهر مذكرة روسيا” التي قدمتها إلى أوكرانيا وتتضمّن شروطها التعجيزية لوقف النار. وتعليقاً على عملية “شبكة العنكبوت”، حسم ميدفيديف أن “الانتقام حتمي لا مفرّ منه”، متوعّداً بأن “كل ما يجب أن ينفجر سيجري تفجيره لا محالة، وكل من يجب إبادته سيزول من الوجود”.
في الأثناء، أكد مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك بعد وصوله إلى واشنطن برفقة نائبة رئيس الوزراء يوليا سفيريدنكو، أنه “سنعمل بجد على طرح القضايا المهمة لأوكرانيا، وجدول أعمالنا شامل إلى حد ما”، موضحاً أنه “نعتزم الحديث عن الدعم الدفاعي والوضع في ساحة المعركة وتشديد العقوبات على روسيا”. وذكر أن المسؤولين سيناقشون أيضاً اتفاق المعادن النادرة مع أميركا، في حين بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع نظيره الأميركي ماركو روبيو نتائج محادثات اسطنبول. وكشف البيت الأبيض أن ترامب يعتزم حضور قمة حلف “الناتو” المقرّر عقدها في وقت لاحق هذا الشهر، مؤكداً أن ترامب لم يكن على علم مسبق بعملية “شبكة العنكبوت”.
