نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تقريرًا جديدًا بعنوان “نزع سلاح حزب الله: بين الواقع اللبناني والأوهام الإسرائيلية”، تبدأ فيه بعبارة “عادت حليمة إلى عادتها القديمة”، في إشارة إلى العودة إلى العادات القديمة وغير المرغوبة.
وأشار التقرير إلى أن الحكومة اللبنانية تناقش في الوقت الحالي موضوع نزع سلاح حزب الله وتفكيك هياكله العسكرية لتحويله إلى حزب سياسي شرعي، إلا أن الحزب يرفض هذه المطالب بشكل قاطع ولا يظهر أي استعداد لمناقشة الخيارات المطروحة، رغم أن هذه المطالب تحظى بدعم واسع من مختلف الطوائف والأحزاب اللبنانية.
ويربط التقرير إثارة هذا الملف في الوقت الراهن بـ”الهزيمة التي تعرض لها حزب الله وراعته إيران على يد إسرائيل”، موضحًا أن إيران، التي لا تزال منشغلة بإصلاح الأضرار التي لحقت بها، لن تبادر الآن إلى استثمار الموارد في إعادة بناء القوة العسكرية للحزب، خاصة بعد الرد الإسرائيلي الحازم الذي يحبط أي محاولة لتعزيز القدرات العسكرية.
رغم وصف التقرير وضع حزب الله بالضعف، إلا أنه يشير إلى أنه لا يزال القوة العسكرية الأقوى في لبنان، مستندًا إلى تفوقه في التسليح والتدريب والخبرة مقارنة بالجيش اللبناني، مع زيادة عدد الجنود والضباط الشيعة الذين قد يميلون إلى دعم الحزب في حال نشوب مواجهة مباشرة. بالمقابل، تراجع نفوذ القوى العسكرية للأحزاب المسيحية التي كانت مؤثرة في السابق.
ويتوقع التقرير أن تستمر المناقشات والاجتماعات المتعلقة بنزع سلاح حزب الله لفترة طويلة، وفق ما اعتاد عليه لبنان من بطء في اتخاذ القرارات وتنفيذها، وأن هذه المداولات قد تمتد لأشهر أو حتى سنوات، وتتوزع بين بيروت والرياض وباريس دون جدول زمني واضح.
وسخر التقرير من احتمالية أن تنتهي هذه المناقشات بقرارات رمزية مثل فرض ترشيد استهلاك المياه بسبب موجة الجفاف، وهو قرار قد يحظى بدعم الأغلبية ويعيد الوحدة إلى البلاد.
واستعاد التقرير حادثة من عام 1983، حين كان كاتب التقرير يشغل منصب رئيس الفرع التنفيذي للموساد في بيروت، واصفًا كيف لم يجتمع البرلمان والحكومة رغم القصف الشديد، ثم بعد جلسة طارئة استمرت نحو عشر ساعات، صدر قرار حكومي بإلزام مستوردي السجائر بوضع ملصقات تحذر من أضرار التدخين، في إشارة إلى بطء التعامل مع الأزمات.
وختم التقرير بالقول إن اجتماعًا مشابهًا قد يصدر قريبًا بشأن نزع سلاح حزب الله، وإن تعذر التوصل إلى حل، فسيكون من السهل إلقاء اللوم على “الطليان”، في إشارة ساخرة إلى إيطاليا، مع مقولة دارجة: “الحق على الطليان”.
Ask ChatGPT