__معهد “مسغاف” للأمن القومي والاستراتيجيا الصهيونية
لم تضع إسرائيل إسقاط النظام الإيراني هدفاً للحرب التي أطلقت عليها اسم “عملية الأسد الصاعد”. ومع ذلك، من الواضح للجميع في إسرائيل، وعلى الساحة الدولية، أن الطريقة الوحيدة لضمان إزالة التهديد الاستراتيجي الإيراني (نووي، أو صواريخ) هي تغيير النظام.
بعد الضربة الخارجية التي وُجهت إليه، الآن، هناك أمل بأن تستمد قوى المعارضة داخل إيران زخمها، وتزيد في احتجاجاتها.
من الصعب التنبؤ بنقطة الانهيار الدقيقة للأنظمة. رأينا ذلك من خلال سلسلة سقوط الأنظمة فيما عُرف بـ”الربيع العربي”، وكذلك مؤخراً، في الانهيار السريع للنظام السوري، عقب هجوم مفاجئ وقصير من قوى المعارضة. وفقط بعد ذلك، اتضح تأثير الهزيمة التي أنزلتها إسرائيل بحزب الله في لبنان، وسيرورة تفكُّك النظام منذ سنة 2011.
تعلّمنا من هذه الحالات مدى صعوبة تحديد نقطة الانهيار، لكن الأهم، إدراك التأثير التراكمي للضربات المتتالية، وخصوصاً في دولة منقسمة ومليئة بالتحديات.
لقد تعلّم الحكام في طهران هذه الدروس أيضاً، وهم يستعدون لذلك. بالنسبة إليهم، إنها مسألة بقاء.
يجب أن نأمل ونعمل من أجل ألّا تقوم الولايات المتحدة والغرب، خلال سعيهما لتوقيع اتفاقيات مع إيران، بإعطاء النظام مو ارد وإنجازات يستطيع من خلالها تحسين مكانته.
وشنّت إسرائيل حرباً ضد إيران في 13 حزيران 2025، ركزت فيها على تصفية القيادة العسكرية العليا وضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومنظومة الصواريخ الباليستية، بقدر الإمكان. حدث هذا بعد 15 عاماً من التردد، وتأجيل متكرر للعملية العسكرية الإسرائيلية، وخصوصاً خلال الفترة 2009- 2013.