تتزايد الشكوك داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية بشأن نجاح الغارة الجوية التي نُفذت يوم الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، والتي استهدفت ما يُعتقد أنه مقر لقيادات بارزة في حركة حماس. ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك تنفيذ “عملية دقيقة” تهدف إلى اغتيال شخصيات قيادية، تشير التقييمات الأولية إلى أن الغارة لم تحقق أهدافها المرجوة.
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤول إسرائيلي قوله إن التحقيقات لم تؤكد مقتل أي مسؤول كبير في الحركة، وأن الجثث التي عُثر عليها في المبنى، والتي وصفتها وسائل إعلام عربية بأنها “مجهولة الهوية”، لا يُعتقد أنها تعود لقيادات بارزة. وأضاف أن هناك احتمالًا بأن تكون إحدى الجث ث قد نُقلت من الموقع قبل وصول فرق التحقيق، ما يزيد من الغموض حول نتائج العملية.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن بعض قادة حماس ربما أصيبوا، لكن لم يتم تأكيد ذلك رسميًا. وتشير التقديرات إلى أن المستهدفين كانوا في غرفة مختلفة عن تلك التي استهدفتها الغارة، ما أدى إلى تقليل الأضرار في المنطقة التي تواجدوا فيها. وتداولت وسائل إعلام عربية رواية مفادها أن القادة تركوا هواتفهم المحمولة في الغرفة المستهدفة وانتقلوا إلى غرفة أخرى لأداء الصلاة، ما ساهم في نجاتهم من الهجوم.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، أقامت السلطات القطرية جنازات رسمية لستة قتلى، بينهم خمسة فلسطينيين وضابط أمن قطري، العريف بدر سعد محمد الحميدي الدوسري، في مسجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، دون الكشف عن هويات الفلسطينيين.
الغارة، التي تُعد سابقة في استهداف مباشر داخل الأراضي القطرية، أثارت موجة من الإدانات الدولية، إذ اعتبرتها الأمم المتحدة “تصعيدًا خطيرًا” يهدد جهود الوساطة الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة، فيما وصفتها قطر بأنها “انتهاك صارخ للسيادة والقانون الدولي”.
وتأتي هذه العملية في وقت حساس، حيث كانت الدوحة تستضيف مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة أمريكية، ما يثير تساؤلات حول تأثير الضربة على مستقبل التهدئة في غزة، وعلى دور قطر كوسيط إقليمي في النزاع المتصاعد.