في تطور لافت داخل قطاع غزة، أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن عدداً من العشائر المحلية بدأ في فرض سيطرة ميدانية على مناطق متفرقة، متحدياً سلطة حركة “حماس”، وذلك بالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية في القطاع.
وبحسب مسؤولين في قيادة المنطقة الجنوبية، نشرت بعض العشائر مئات العناصر المسلحة عند نقاط استراتيجية لمنع قوات أمن “حماس” من استعادة السيطرة، في وقت تتواصل فيه المواجهات بين الطرفين في عدة مواقع. وتُعد وحدة “السهم” التابعة لـ”حماس”، وهي فرقة داخلية معروفة بعمليات الاعتقال والتصفية بحق من يُشتبه بتعاونهم مع إسرائيل، من أبرز القوى التي تواجه هذه التحركات العشائرية.
تشير التقييمات الأمنية إلى أن هذه المجموعات المحلية باتت تدرك أن إسرائيل تسعى إلى تفكيك “لواء غزة” بقيادة عز الدين الحداد، وتعتبر حركة النزوح الجماعي للمدنيين نحو الجنوب نقطة ضعف استراتيجية بالنسبة لـ”حماس”.
ومن بين أبرز العشائر التي برزت في هذا السياق، عشيرة “أبو شُباب”، التي تنشط بين رفح وخان يونس، حيث أفادت تقارير بأنها خاضت اشتباكات عنيفة مع عناصر “حماس”، أسفرت عن مقتل عدد منهم. كما يُشار إلى استمرار تبادل إطلاق النار بين الطرفين خلال الأسابيع الأخيرة. في المقابل، لم تتخذ عشائر أخرى مثل “الشويش” و”بركة” و”أبو طير” موقفاً واضحاً بعد، وإن بدأت بعض منها في توفير مأوى للمدنيين الرافضين للانتقال إلى مناطق الإغاثة، مقابل تعهد بالولاء للعشيرة المضيفة.
مصادر أمنية إسرائيلية كشفت أن عشيرة “أبو شُباب” توصلت إلى تفاهم غير رسمي مع الجيش الإسرائيلي وجهاز “الشاباك”، يسمح لها بالبقاء في غزة دون إخلاء، مع الاستفادة من ممر آمن لتلقي المساعدات الإنسانية، تم إنشاؤه بالتنسيق مع القوات الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، وصف مسؤول أمني التعاون الجاري بأنه “عملية إيجابية”، مشيراً إلى تنسيق مباشر بين قائد المنطقة الجنوبية، اللواء يارون فينكلمان، وجهاز “الشاباك”، لتسهيل التواصل مع القوى المحلية.
ورغم الجدل الداخلي في إسرائيل حول مخاطر التعامل مع جماعات مسلحة داخل غزة، يرى بعض المسؤولين في المؤسسة الأمنية أن الديناميكيات العشائرية الناشئة قد تمثل نقطة تحول في جهود تقويض نفوذ “حماس” داخل القطاع، وسط تصاعد التوقعات بإمكانية انهيار سلطتها في بعض المناطق.
هذا التحول الميداني يعكس تعقيد المشهد الداخلي في غزة، حيث تتقاطع الحسابات الأمنية مع البُنى الاجتماعية التقليدية، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتفاقم الأزمة الإنسانية.
( بتصرف عن جبروزاليم بوست)