تركّز اللقاء بين الرئيس ترامب وعمدة نيويورك المنتخب ممداني على ملفات عملية مشتركة، أبرزها قضايا السكن، وأسعار المواد الغذائية، والمرافق العامة، في ظل استمرار الضغوط على الأسر الأميركية. عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني أول لقاء رسمي بينهما في البيت الأبيض.
وتركز النقاش على القضايا العملية التي تجمع الطرفين، لا سيما توفير السكن وأسعار البقالة والمرافق العامة في ظل استمرار ضغوط التضخم على الأسر الأمريكية، وهي القضية التي أثرت بشكل كبير على نتائج الانتخابات التي فاز بها كل من ترامب وممداني.
وخلال اللقاء، سألت صحفية ممداني عن تصريحاته السابقة التي وصف فيها ترامب بـ”الفاشي”. وبدأ ممداني بالإشارة إلى اختلاف وجهات النظر بينه وبين الرئيس، لكن ترامب تدخل مبتسمًا قائلاً: “لا بأس، يمكنك قول نعم فقط. أسهل من شرحه.. لا أمانع!”، ليبتسم ممداني ويوافق على كلامه.
وصرّح ممداني بأن إسرائيل ترتكب “إبادة جماعية” في قطاع غزة، وأن أموال دافعي الضرائب الأميركيين تُستخدم في تمويل ذلك.
وأضاف أن الكثير من سكان نيويورك يشعرون بالقلق من استخدام أموالهم لدعم “انتهاكات حقوق الإنسان”، مؤكدًا في الوقت نفسه، أن الاهتمام برفاه السكان المحليين أولوية.
من جهته، أثنى ترامب على عمدة نيويورك المنتخب، معربًا عن أمله في أن يكون ممداني “عمدة رائع”، مشيرًا إلى أن ترك الخلافات الحزبية جانبًا يصب في مصلحة المدينة التي يحبها الطرفان.
ويُذكر أن ترامب سبق ووصف ممداني بأنه “مجنون شيوعي 100%” و”شخص مجنون تمامًا”، بينما وصف مامداني إدارة ترامب بأنها “استبدادية” واصفًا نفسه بأنه “أسوأ كابوس لدونالد ترامب”.
وجاء اللقاء بعد حملة انتخابية مشتعلة تبادل خلالها الطرفان الاتهامات والهجمات، حيث دعم ترامب منافس مامداني الرئيسي، أندرو كومو، وهاجم المرشح الشاب مرارًا، داعيًا الناخبين إلى انتخاب “أي شخص عداه”.
كما هدد ترامب خلال الحملة بحجب مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي عن نيويورك في حال فوز مامداني، فيما تتلقى المدينة 7.4 مليار دولار للسنة المالية 2026، أي نحو 6.4% من إجمالي إنفاقها.ومن جهته، تحدى ممداني، المولود في أوغندا، الرئيس وانتقد سياساته تجاه المهاجرين، مؤكدًا أن مدينة نيويورك ستظل مدينة للمهاجرين وأنه “يقودها مهاجر”. ورد ترامب على تصريح العمدة بعبارة غامضة على منصة “تروث سوشيال”: “ها قد بدأنا”.
وأكدت الناطقة باسم مامداني، دورا بيكيك، أن اللقاء يأتي ضمن الممارسات المعتادة لأي إدارة جديدة لرئاسة البلدية، لمناقشة السلامة العامة، والأمن الاقتصادي، وأجندة القدرة على تحمل التكاليف التي صوت لصالحها أكثر من مليون نيويوركي.
ومن المقرر أن يؤدي مامداني اليمين كرئيس للبلدية في الأول من يناير المقبل، وهو أول مرشح يحصل على أكثر من مليون صوت منذ عام 1969.