استدعى القضاء اللبناني رئيسة مجلس الإدارة في بنك البحر المتوسط ريا الحسن لاستجوابها بصفة “مدعى عليها”، وذلك على خلفية فتح تحقيقات موسعة في قضية اختفاء خمسة ملايين دولار من حسابات المودعين خلال السنوات الأخيرة.
وحسب مصادر قضائية لـ”المدن”، فإن النيابة العامة التمييزية فتحت تحقيقًا موسعًا واستجوبت الحسن، اليوم الخميس 21 آب، بجرم إساءة الأمانة والتزوير وتبييض الأموال، لتقرر بعدها تركها بسند إقامة والتوسع بالتحقيقات.
اختفاء ملايين من الدولارات
وبحسب المعلومات، فإن مجموعة من المدعين تقدموا بشكوى ضد البنك أمام النيابة العامة التمييزية بعد اختفاء خمسة ملايين دولارات من حسابات عائلة لبنانية من دون علمها أو موافقتها. والحسابات المصرفية تعود لعائلة لبنانية تقيم في الكويت والإمارات، وكان في رصيدها المصرفي ما لا يقل عن 5 ملايين دولارات، ومع بدء الأزمة الاقتصادية واحتجاز أموال المودعين، لم تسحبهذه العائلة أي مبلغ من الحسابات ولم تستفد من أي تعميم، لكنها اكتشفت صدفةً ومن خلال اتصال مديرة أحد فروع البنك بصاحبة الحساب المصرفي تستفسرها عما إن كانت قد سحبت مبلغ 50 ألف دولار من حسابها، فنفت السيدة خصوصاً وأنها كانت تقيم خارج الأراضي اللبنانية. لتبلغها المديرة بأن الحسابات صارت فارغة! أي أن الملايين اختفت فجأة.
مستندات مصرفية
هذا الأمر دفع بالعائلة إلى التواصل مع البنك لمعرفة حقيقة ما حصل، فأبلغوا في المرة الأولى أن أحد المسؤولين في البنك قد سرق الحسابات وفرّ، وفي المرة الثانية أبلغوا بأن البنك دقق في الحسابات ولا يتحمل مسؤولية ما حصل، وأن العائلة هي التي سحبت الأموال. وحسب المعلومات فقد تبين للعائلة لاحقًا أن البنك قد اشترى شيكات مصرفية بقيمة هذه الحسابات من دون علم أصحاب العلاقة.
وتضيف مصادر قضائية لـ”المدن” أن الحسن سلمت القضاء اللبناني مجموعة كبيرة من مستندات مصرفية تث بت عدم سرقة أموال العائلة، الأمر الذي دفع بالقاضية ميرنا كلاس التي حققت مع الحسن اليوم إلى المطالبة بتعيين مدقق للتدقيق في هذه الأوراق، على أن تستمع الأسبوع المقبل إلى أحد المسؤولين في البنك لمعرفة حقيقة ما حصل.