

لم تكتفِ العملة السورية الجديدة، التي أطلقها اليوم الاثنين مصرف سورية المركزي في احتفال حضره الرئيس أحمد الشرع، بحذف صفرين فقط من قيمة العملة القديمة، بل تخلّت أيضًا عن الشخصيات السورية التاريخية وكذلك عن المواقع الأثرية التي تحكي قصة سورية عبر العصور.
العملة السورية الجديدة خصّصت مساحتها لإبراز الإنتاج الطبيعي في سورية: الليمون، الورد، الياسمين، التوت، القمح (…).
وتغييب الآثار التاريخية يعكس رؤية ذات طابع سلفي ينطلق منها الحكام الجدد لسورية.
الرؤية السلفية تعتبر الآثار والمواقع التاريخية رموزًا لـ«الجاهلية» أو مظاهر للشرك، وبالتالي تسعى إلى طمسها أو إهمالها. هذا الموقف ليس جديدًا في الفكر السلفي، حيث ارتبط تاريخيًا بمحاولات هدم الأضرحة والمقامات، وتدمير التماثيل والآثار في مناطق سيطرة جماعات متطرفة، انطلاقًا من تفسير حرفي للنصوص الدينية التي تحرّم تقديس الأشخاص أو الأماكن. في السياق السوري، تغييب الرموز الأثرية من العملة يمكن أن يُقرأ كامتداد لهذه الرؤية، أو على الأقل كإشارة إلى هيمنة خطاب ديني محافظ على المجال العام، بما يعيد تشكيل الهوية الوطنية وفق معايير أيديولوجية.

الرئيس الشرع، وفي كلمته خلال حفل إطلاق العملة، قال: «شكل العملة الجديدة هو تعبير عن الهوية الوطنية الجديدة والابتعاد عن تقديس الأشخاص. ذهبنا إلى رموز ذات صلة بالواقع السوري، لأن الأشخاص يذهبون ويأتون».
ومع ظهور العملة الجديدة، تهافت صانعو المحتوى على وسائل التواصل الاجت ماعي لنشر السخرية، فوزّعوا صورًا للعملة السورية وعليها «المتّة» وطبق المائدة وحلاوة الجبن وغيرها!

