شكل البيان الصادر عن اليونيفيل والذي تحدثت فيه القوات الدولية عن جدار إسرائيلي جديد يتجاوز الخط الأزرق، المشهد الأمني اليوم في الجنوب. إذ أعلنت اليونيفيل أنه “في تشرين الأول، قامت قوات حفظة السلام بمسح جغرافي لجدار خرساني على شكل T أقامه الجيش الإسرائيلي جنوب غرب بلدة يارون”.
وأشارت اليونيفيل إلى أنها “أبلغت الجيش الاسرائيلي بنتائج المسح مطالبة بنقل الجدار المذكور”، لافتة إلى أنه “في تشرين الثاني، لاحظ حفظة السلام أعمال بناء إضافية لجدار على شكل T في المنطقة، وأكد المسح أن جزءًا من الجدار جنوب شرق يارون تجاوز أيضًا الخط الأزرق”. وأكدت اليونيفيل أنها ستقوم بإبلاغ الجيش الإسرائيلي رسميًا بنتائج المسح هذا أيضًا، أما الجدار الجديد بين عيترون ومارون الراس فهو يقع جنوب الخط الأزرق. وقالت: “إن الوجود الإسرائيلي وأعمال البناء في الأراضي اللبنانية تشكل انتهاكًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ولسيادة لبنان وسلامة أراضيه”.
إسرائيل تنفي
إسرائيل سارعت إلى النفي. إذ نفى الجيش الإسرائيلي بناء جدار داخل الأراضي اللبنانية بعدما ندّدت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) بأعمال بناء، قالت إنه ينفذها، متخطياً الخط الحدودي الفاصل بين البلدين.
وردّاً على سؤال لوكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إن “الجدار جزء من خطة أوسع نطاقاً بدأ تنفيذها العام 2022. منذ بداية الحرب، وفي إطار الدروس المستخلصة منها، واصل (الجيش الإسرائيلي) اتخاذ سلسلة من الإجراءات، بينها تعزيز الحاجز المادي على طول الحدود الشمالية”. وأضاف: “ينبغي التأكيد أنّ الجدار لا يتجاوز الخط الأزرق” الذي يشكل الحدود بين لبنان وإسرائيل.
موقف الجيش اللبناني
في المقابل، وبعد بيان “اليونيفيل”، أفادت معلومات أن الجيش اللبناني طلب تشكيل لجنة تحقق مشتركة لإجراء مسحٍ ميداني جديد لمنطقة الجدار عند حدود بلدة يارون، خصوص اً أن الجدار تجاوز الخط الأزرق، مما جعل أكثر من 4000 متر مربع من الأراضي اللبنانية غير متاحة للشعب اللبناني. علمًا أن الجيش اللبناني يواكب عملية بناء الجدار مسجلاً سلسلة من الخروقات التي تنفذها آليات وجرافات العدو أثناء عمليات البناء في الأراضي المحتلة حيث تقوم هذه الاليات بعمليات تجريف في الاراضي اللبنانية ورمي الردميات فيها.
وكانت “اليونيفيل” قد دعت إسرائيل، اليوم، إلى “الوقف الفوري لهجماتها وجميع انتهاكات القرار رقم 1701”، وحثت “الجهات الفاعلة اللبنانية على الامتناع عن أي رد”.
هيكل عرض الوضع الأمني مع وفد فرنسي
في السياق عينه، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آن كلير لوجاندر، في حضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو وعضو لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية Mechanism الجنرال الفرنسي فالنتين سيلير.
وخلال اللقاء، جرى عرض الأوضاع العامة في لبنان وآخر التطورات في المنطقة، والعمل على تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية، في ظل الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.