"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

الذكاء السياسي "بلوة" لبنان!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأربعاء، 2 يوليو 2025

منذ العام ٢٠٠٠، على الأقل، اصبح لبنان مبتليًا بالذكاء السياسي.

بدأ هذا الذكاء يوم انسحبت إسرائيل من لبنان حتى الحدود المنصوص عنها في القرار ٤٢٥. كان الثنائي السوري-الإيراني يدرك مأزق انسحاب مماثل على “حزب الله”، لأنّ المنطق البديهي يفيد بإنّ انتهاء الاحتلال ينهي معه “المقاومة”.

في الواقع، هذا “الثنائي” كان الأدرى بأن “المقاومة” لم تكن هدف وجود “حزب الله” بل مبرره! ونجح الذكاء في ابتكار الحجة، فأعلن أنّ لبنان لم تحرر كل ارضه، اذ تواصل إسرائيل احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. الأمم المتحدة المعنية بتنفيذ القرار ٤٢٥، أعلنت رسميا ان هذه المزارع والتلال غير مشمولة بهذا القرار لأنه جرى احتلالها وكانت تحت السيادة السورية، وبالتالي هي منفصلة عن الصراع اللبناني-الاسرائيل وتدخل في إطار الصراع السوري-الإسرائيلي. ولكن قوبل هذا المنطق بالفجور، وفرض “حزب الله” على اللبنانيين سلاحه بسلاحه وبذلك بدل ان يكون دور “المقاومة” إنهاء الاحتلال وترسيخ التحرير، تحوّل إلى “جاذب الاحتلال” بكل ما يستتبع ذلك من كوارث وطنية!

ومنذ العام ٢٠٠٠ حتى يومنا هذا تحوّل التحرير الى وبال على اللبنانيين.

ناهيك عن الحيلولة دون قيام دولة تستحق هذه التسمية، على الرغم من المساعي الحثيثة التي بذلها كثيرون ودفعوا ثمنها، أعيد في العام ٢٠٠٦ احتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية، بحيث تقدمت إسرائيل وسيطرت على ١٣ نقطة كما على الجزء اللبناني من بلدة الغجر ، من دون ان تحرك ساكنًا لا في مزارع شبعا ولا في تلال كفرشوبا، وذلك تحت صيحات “الانتصار الإلهي”. ومنذ ذلك الحين، وفي ظل موجة اغتيالات وعملية عسكرية داخلية قادها حزب الله، تكاثر الاذكياء، بحيث بات يستظل الحزب كل من يريد ان يكون له نفوذ في لبنان أو موقع في السلطة! وبقيت الكارثة اللبنانية تكبر إلى ان تكرست في الحرب الأخيرة التي لا تزال إسرائيل تشنها على الحزب، وسط امتناع عالمي عن مساعدة لبنان على النهوض من نكباته الاقتصادية ومن مآسي الدمار المنتشر على مسافة واسعة من البلاد! ولكن للأسف، وبدل ان ينتهي زمن الأذكياء عاد بوجوه جديدة. يحسبون الف حساب لحزب الله، من دون ان يقيموا أي اعتبار لمصلحة الوطن العليا!

يتذاكون في موضوع نزع سلاح الحزب على الرغم من اعترافهم بأنّه جلّاب الكوارث!

يتذاكون في التعاطي مع الحزب ليس على قاعدة “الحق والقناعة” بل على قاعدة أنّه “خطر”، فهو مستعد ان يستعمل سلاحه في الداخل ويتسبب بحرب أهلية!

وبما أنّ الأذكياء يخشون من حرب أهلية، فهم يحاولون ان يسترضوا حزب الله ، محوّلين بذلك الجميع إلى رهائن لدى مجموعة مسلَحة، لا تتوقف عن استيلاد المآسي! الأذكياء حاليا في مأزق. عليهم ان يقدموا أجوبتهم للطرف الأميركي، راعي تفاهم وقف العمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل.

الأذكياء وصلوا إلى الفرصة الأخيرة، فإمّا يصبحون اذكياء فعلا فيتخلص لبنان من سلاح “حزب الله” او يتركون الحزب يستولد مآسي جديدة يستحيل بعدها الحديث عن كيان قابل للحياة!

المقال السابق
نعيم قاسم: لا نقبل بأن نساق للمذلة وبأن نسلّم سلاحنا للعدو
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

سلاح "حزب الله" والثمار المسمومة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية