يبدو أنّ التاريخ ترك بصماته، بقوة، على اللقاء التاريخي في البيت الابيض الذي لم يسبق له، منذ اعلان استقلال سوريا، أن استقبل رئيسًا سوريًّا قبل الرئيس السوري أحمد الشرع.
ثقل التاريخ كان حاضرًا في بروتوكول استقبال الشرع. لم يصل بسيارته الى المدخل الرئيسي.لم يخرج ترامب، كما هي العادة، لاستقبال ضيفه التاريخي، وهو يترك سيارته. لم يجلسا معا امام الكاميرات، في المكتب البيضاوي. لم يتبادلا الكلمات الافتتاحية التي تسبق عادة اللقاءات المغلقة. ولم يتم التقاط صور للضيف والمضيف وهما على اريكتين متجاورتين. الصور التي تمّ توزيعها أظهرت ترامب كأنه يعقد مؤتمرا صحافيا يحضره الشرع.
وبغض النظر عن أن الزيارة واكبها تعليق الخزانة الاميركية لمدة ١٨٠ يوما لعقوبات قانون قيصر جزئيا، في انتظار ان يبت مجلس النواب بشأن الغائها نهائيا، في مقابل توقيع سوريا انضمامها الى التحالف الدولي للقضاء على داعش، الا أنّ الأهم بقي عالقا، وهو ما يتركه ترامب ليمحو ندوب التاريخ نهائيا من مشهدية الحدث التاريخي: الاتفاق الدستوري التنفيذي مع “قسد” وحل الاشكالات القائمة مع الأقليات، والتوصل الى اتفاق بين سوريا واسرائيل ينهي حال العداء ويدخل المنطقة في مرحلة صناعة السلام وترسيخ الشرق ا لاوسط الجديد.
وحتى حصول ذلك، ستبقى الصور طاغية على قراءة الحدث التاريخي، حيث خرج الشرع من البوابة الخلفية التي منها دخل. وهكذا يكون الشرع قد اخترق السور الحديدي ولكنه بقي خلف قضبانه!
